السلام عليكم ورحمة الله و بركاته هل يحتاج المرء لكثير من الجهد و التفكير ليحدد فعلا من يخترق السلفية ؟؟ أولا أستغرب من إعلام يصر على التعميم و يزال على نفس التصميم في عدم تسمية الأشياء بمسمياتها أن يعتمد الشعبوية في طرحه للظواهر الإجتماعية وإلا فكيف تفسرون الإعتماد على المظاهر لتفسير ظاهرة ؟ فمثلا هل السلفي هو كل ملتحي يرتدي زيا معلوما كما يروج له إعلامنا المغوار ؟ أم السلفي هو كل مسلم يقتدي بسلفه الصالح كما يفسر أحدهم لمعنى كلمة السلفية ؟ بين هذا و ذاك يصر هذا الإعلام الذي كان أداة في يد الديكتاتورية لعقود و يريد اليوم و بأبخس الأثمان أن يكون سلطة رابعة أن يفسر الأمر بسطحية ممنهجة حتى يختلط الأمر على الناس فيسهل بعد ذلك الترويج لعدو وهمي معلوم المظهر و مجهول التوجه…ولعل من أهم ما يثبت هذا الكلام أن الكثير إختلط عليه الأمر و يتسائل “السلفيون تجمعيون أم يساريون أم نهضويون ؟” …في محاولة للإجابة على هكذا تساؤل أقول هل يختلف إثنان في أن هؤلاء الذين يميزهم مظهرهم و يقال عنهم “سلفية” هم موجودون منذ الزمن الذي كان فيه الصعلوك بن علي يحكم البلاد بقبضة أمنية لا تميز بين المجرم و غيره ؟ و هل يختلف إثنان في أن هذا النظام البوليسي المقيت كان من أشرس الأعداء لكل مظاهر التدين و لكل توجه إسلامي و الجميع يعلم الحرب الشرسة على الإسلاميين و عمليات التطهير الممنهجة التي شملت المساجد و دور العبادة و المناشير المهزلة التي تحارب الحجاب …حتى وصل الحد بإحدى سيئة الذكر بوصف الآذان بالتلوث الصوتي وهو ما يعكس تلوث فكرها وتلوث هذا النظام الذي إستقطب كل من يخدم مصالحه ضد هذا الشعب المسلم الأصيل وهدفه في ذلك خنق المنافس الوحيد لفساده الذي طال الأخضر و اليابس ..فالإسلام يحارب الفساد بكل أشكاله و أنواعه وهو ما يعلمه الصعلوك و كل من يدور في فلكه…من هنا يبدو السماح لحركات تبدو في ظاهرها إسلامية كجماعة الدعوة و التبليغ و هؤلاء الذين يدعونهم بالسلفية بالأمر الغريب و المتناقض مع عقيدة نظام المخلوع …التفسير المنطقي لمثل هذا التناقض هو أن في وجود هذا التنظيم مصلحة كبيرة للنظام البوليسي للصعلوك الذي كان يسرق من مال الشعب و يقتات من الخارج من خلال رفع شماعة الإرهاب و التطرف …هذا التنظيم كان ينشط تحت العين الساهرة للصعلوك و كان يروج لإسلام لا يتحدث في السياسة و لا في شؤون الناس بل ربما هو كان يروج للتخاريف و السطحية مما يجعله ظاهرا إسلاميا معتمدا على الهيئة و اللباس و باطنيا هو ينسف الدين و يسفهه …كما لا يخفى على كثيرين أن من بين هؤلاء الكثير من الوجوه الإجرامية التي إما بجهل أو بدفع من بعض من يريد أن يكون له حضور بين هؤلاء حتى يسهل تحريكهم أو معرفة محيطهم و التحكم فيه و بالتالي إختراقه …هذه الوجوه الإجرامية تحولت كما إعلامنا المغوار بين عشية و ضحاها من الظلمات إلى النور ..ورغم يقيني بأن ليس بذلك على الله بعزيز إلا أن واقع الحال يثبت أن هذا التحول لا يعدو عن كونه في أغلبه إن لم يكن في كله كتلون الحرباء…لمن يتسائل عن إمكانية تورط النهضة أقول ليس دفاعا عنها و لكن من باب المنطق و الموضوعية …هل يشك أحد أنه و في أثناء تشكل هذه المظاهر بمباركة الجهاز الأمني للصعلوك كان أتباع النهضة بين مشرد في المنافي و مقيم تحت حراسة أمنية مشددة و سجين عليل أنهكته سنوات التعذيب و التنكيل ؟؟؟ كيف لحركة سياسية مبعثرة و مشتتة أن تخترق مثل هذا التنظيم ؟ ألا يتطلب الإختراق الوقت و المراقبة و التخطيط و أكثر من ذلك الحضور؟ هل يتوفر للنهضة أحد هذه المقومات للإختراق ؟؟ يبدو جليا أن التجمع الذي أمسك مقاليد الدولة كالسرطان و لم يترك أي شبر سليم هو و ذراعه الأمنية التي يخطئ من يظن أن الثورة أتت عليها هي من يحرك الأمور لمزيد تعقيد و إرباك الوضع …وخير دليل على ذلك أن تحركات من يسمون بالسلفية هي لا تصيب من يرفع صوته القذر للعصيان و التمرد كما يفعل “شبيحة” الإتحاد في الرديف و سيدي بوزيد و صفاقس …هناك من يريد تشويه الإسلام و هنا تلتقي مصلحة التجمع باليسار المتطرف و بما أن الخيوط هي بيد الجهاز الأمني للتجمع فيمكن أن تلتقي المصالح و الأشخاص لمزيد زرع الفوضى والإنتقام من شعب سحب البساط من شرذمة فاسدة مفسدة تحاول جاهدة العودة ولو بالفوضى و العنف و سلاحها في ذلك كل ما تطاله يدها …ولكن من قطع الرأس لن يعجزه بتر يد المفسدين.