يُعد تشجير الطرق خطوة حضارية لها فوائد عدة وإضافة إلى الدور التجميلي تحمي الأشجار على جانبي الطرقات من أشعة الشمس الحارقة صيفاً كما تشكل شتاء حاجزا لتخفيف سرعة الهواء. ويؤمن تشجير الطرق أجواء مناسبة للمتنزهين ومحبي رياضة المشي كما انه يحسن الرؤية خصوصا أثناء العواصف الرملية وموجات الغبار. شارع البيئة بالعين كان في وقت ما المرآة التي تعكس عناية بلدية العين بجمالية المنطقة عرف الشارع الأخضر صيانة متواصلة وعملا دؤوبا من أجل أن ينشرح صدر الزائر لهذا الشارع عبر مداخله وكان الاعتقاد أن تتواصل العناية بأشجار الشارع المذكور خاصة مع الانتدابات التي تمت بعد الثورة لعمال الحضائر غير أن المشهد لا يعكس هذا الحلم الجميل و ككل سنة بعد الثورة المجيدة و تزامنا مع عيد الشجرة و في غياب الوعي البيئي للقائمين بالعمل البلدي تشرع النيابة الخصوصية بتشذيب أشجار الفكيس الموجودة بالشارع لا لإكسابها أشكالاً هندسية جمالية تزيد من تألق المنطقة المزروعة بها مثل الشكل الهرمي أو الأسطواني والكروي وعديد من الأشكال الجمالية الأخرى بل لتعريتها من مجموعها الخضري و قطع نسبة كبيرة من حطب هيكلها و كأن المراد من العملية الحصول على الحطب و هي التي تركتها بشكل طبيعي طيلة سنة كاملة دون صيانة دورية لتتحول إلى أوتاد منتصبة بدون روح يكون مصيرها إما النمو العشوائي من جديد أو الموت التدريجيليستغلها المواطن كحاويات لقمامته فكل غرس مسمارا ليعلق عليه كيس قمامته مخافة أن يتم تفريته من القطط عمال الحضائر الذين يقومون بعملية التشذيب يفتقرون لمهارة التقليم و لا يعرفون أساليبه فكيف يتم تكليفهم بالعملية ؟ و الغريب في الأمر و أنت تزور الشارع لا تجد لا أغصان و لا أوراق بالطريق فلماذا رفعت مخلفات التشذيب بسرعة في حين تبقى مختلف أنواع القمامة متكدسة أياما و ليالي ؟ فرائحة حطب الفكيس بدأت تشتم من بعيد شارع البيئة أهمله المسؤولون ولم يتفطن إلى المشهد أحد من أجل أن يعود إلى رونقه وجماله وأن يؤدي دوره في إعطاء انطباع عن نظافة المدينة وحرص سكانها على البيئة السليمة والمحيط فالدعوة ملحة من أجل إعادة الروح إلى الشارع الذي يحمل اسم البيئة في إشارة إلى كل ما هو نظيف وجميل وأخضر ورأفة به يحتاج إلى تدخل عاجل