الاستقالة المفاجاة التي تقدّم بها السيد عماد المعلول المندوب الجهوي للصحّة بصفاقس تحمل في طياتها عديد الرسائل الى حكومة الشاهد والى وزارة الصحّة بالتحديد …ان ما حدث منذ اشهر بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس لا يمكن الا ان يطرح عديد الاسئلة حول تعامل سلطة الاشراف مع ملفات هذا المستشفى المتراكمة … قد يكون لقضيّة عودة المطرودين الى العمل بحماية نقابية هو ما افاض الكاس بعد ان تحمل الجميع كل ما حدث ايام تعيين السيد شكري التونسي وهو الطبيب العسكري ومنعه من ممارسة وظيفته رفضا لعسكرة المؤسّسات العمومية التونسيّة …مرورا بالحالة المزرية للمستشفيات كلها بعاصمة الجنوب دون استثناء وصمت وزارة الصحّة وخاصة صمت الوزير السابق رغم كل وعوده الفارغة والتي ظهر جليا انه اطلقها لكسب التاييد ضد حربه التي رفعها ضد النقابة وصفاقس لم تستفد من اي مشروع او تمويلات خاصّة بل ان ما حدث ان صفاقس تاخرت في كل شيء وكانها تدفع ضريبة الحرب بين الوزير والنقابة …تعيين المدير لعام الجديد السيد محفوظ لا دخل له في الاستقالة بل العلاقة جيدة بين الرّجلين ولكن هذه الاستقالة هي رسالة لوزراة الصحة وحكومة الشاهد ان قطاع الصحّة بصفاقس ذهب ضحيّة نرجسيّة سعيد العايدي وجهله لكيفية التعامل مع المشاكل النقابيّة والعمل على تلميع صورته وصورة حزبه نداء تونس الذي رقص يوما على انغام فوزه و ان صفاقس لن تصمت بعد اليوم وان تراكمات التهميش بدات تحرك المسؤولين في عاصمة الجنوب لاقتناعهم انهم لا يقدمون شيئا للمدينة ولسكانها وان الظروف ليست في تحسن بل في تاخر كبير عن بقية الولايات ولا يريدون ان يكونوا شهود زور على خطب سياسية اقرب منها للحملات الانتخابية … الاستقالة هي رسالة لحكومة الشاهد ان صبر الصفاقسية نفذ وان مسلسل التهميش لن يتواصل والصفاقسية يتفرّجون …الايام القادمة قد تشهد ايضا استقالات اخرى في نفس السياق وبسبب فشل السلطة الجهويّة وخاصّة والي صفاقس في احتواء هذه المشاكل او البحث لها عن حل ناهيك وان الصفاقسية كانوا ينتظرون دفاعا مستميتا من السلطة الجهويّة وهو ما لم يحدث وقد يكون حدث العكس ….الغريب ان وزارة الصحّة وفي اليوم الاول على تقديم الاستقالة لم تتدخل ولم تتصل بالمُستقيل وكان الامر لا يعنيها وهو فعلا لا يعنيها ومتى اشعرتنا الوزارة او الحكومة انها تحس بنا وبمعاناتنا ؟