المتتبع للاحداث المتسارعة في صفاقس يلاحظ بسهولة الخطاب المتشدد الذي إنتهجته وزارة النقل من خلال تصريحات المكلف بالإعلام بها والذي شن حملة غير مسبوقة على الإضراب الذي يشنه عمال السوريتراس , هذا الإضراب لم يكن بسبب مطالب شغلية ولا لمكاسب مادية ولكن إجتجاجا على ما وصلت له حالة الشركة رغم النداءات المتعددة والوعود الكثيرة التي وعد بها الهاروني الصفاقسية في عديد المناسبات لتاتي صفقة الحافلات المستعملة لتطفو على السطح وتمر الأيام بسرعة معلنة عن قرب سقوطها في الماء بفعل تلكئ الوزارة في إتمام الإجراءات الإدارية في تنصل واضح من مسؤوليتها تجاه مليون تونسي أو اكثر عانوا ومازالوا من الظلم والحيف والتهميش وامام الخوف من إنقضاء الآجال التي حددت بيوم 15 جانفي حسب مهندسي الصفقة لم يجد الاعوان أفضل من الإضراب لحلحلة موقف الوزارة وحثها على الإسراع بدراسة الملف الموضوع على طاولتها منذ مدة ليست بالقصيرة ورغم إقتناع الجميع بأن الإضراب ليس الحل الامثل للمطالبة بتنفيذ الصفقة إلا أن تتالي المواعيد بدون نتيجة كانت القطرة التي أفاضت الكأس وكان بإمكان الوزارة تدارس الملف نهار اليوم مثلما تم الإتفاق بشانه وتمت دعوة الرئيس المدير العام للشركة للحضور صباح اليوم على الساعة العاشرة صباحا بمقر رئاسة الحكومة لتاتي تصريحات المكلف بالإعلام عشية امس عبر امواج إذاعة صفاقس وتاخير الإجتماع ليوم 15 جانفي وشنه حملة على القائمين بالإضراب لتعقد المشكل من جديد وتنطلق التصريحات والتصريحات المضادة بينما نسي الجميع أن سكان صفاقس يعيشون المعاناة في ابهى مظاهرها وتكاد اغلب المعاهد أن تكون فارغة من التلاميذ وآلاف المواطنين يركضون وراء وسيلة نقل , لا نظن ان مدينة في حجم صفاقس وثقلها الإجتماعي والإقتصادي لا تحتل مرتبة متقدمة في كنش السيد الوزير الذي يبدو انه لم يفهم بعد حجم الكارثة التي يعيش على وقعها كل سكان عاصمة الجنوب . يحدث كل هذا في غياب تام للسلط الجهوية بصفاقس التي لزمت الصمت الإعلامي ولم تقم بواجبها المتمثل في ان تكون في الصف الاول دفاعا عن الجهة التي كان من المفروض أن يقع الرجوع إليها لأنها الأدرى بما يحدث في الولاية