تشهد ولايتي تطاوينوالكاف منذ أيام سلسلة من التحركات الاحتجاجية الشعبية المتصاعدة للمطالبة في الحق في الشغل والمشاريع التنموية المستعجلة والملحة. ولئن كان اعتصام عمال مصنع الكوابل بالكاف منطلق احتجاجات للمطالبة بتراجع ادارة المؤسسة عن غلق المصنع مؤقتا تمهيدا لنقله الى خارج الولاية فان توسع دائرة الاحتجاجات للمطالبة بالتنمية والتحاق كل الهياكل النقابية للاتحاد الجهوي للشغل بالكاف بالمعتصمين وإعلان الهيئة الادارية الجهوية تضامنها الكامل مع مطالب العمال يؤكد فعلا قيمة الالتفاف الشعبي للتحركات التي تشهدها جهة الكاف. ومن جهتهم كان شباب عدة معتمديات من ولاية تطاوين وراء تحركات ميدانية واحتجاجية للمطالبة بالتشغيل وبحق جهتهم في نصيبها من عائدات الثروة البترولية التي تستغلها شركات عالمية كبرى. ومرة أخرى تكتفي الحكومة بإرسال وفود وزارية الى الجهات المحتجة ليس لها ما تقدمه للأهالي والمحتجين الا الوعود أو حلول تهدف لربح المزيد من الوقت في ظل استمرار نفس السياسات الاقتصادية والاجتماعية وفي ظل عودة متسارعة لممارسات نظام الاستبداد من محسوبية ومحاصصة حزبية. ان المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والذي سبق له أن لفت انتباه الحكومة بعدة وسائل الى شرعية مطالب الحركات الاجتماعية ومطالب الجهات الداخلية المنسية وحذر من سياسة تجاهلها ومحاكمة نشطائها وملاحقتها يؤكد اليوم: تأييده لهذه التحركات المدنية والسلمية والشعبية ويعدها علامة صحوة شعبية واعدة في وجه العجز الحكومي المتواصل دعمه لصمود الحركات الاجتماعية في تطاوينوالكاف وغيرها من الجهات ولجهودها من أجل تنسيق تحركاتها وتوحيد خططها النضالية. يجدد ايمانه الكامل بأن النضال من أجل منوال تنموي جديد يقطع مع الخيارات النيوليبيرالية اللاشعبية والمكلفة اجتماعيا هو الأرضية المشتركة والجامعة التي لا بد أن تتوحد حولها كل القوى المدنية والنقابية والديمقراطية والحركات الاجتماعية الميدانية. المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية