في عصر التكنولوجيات الحديثة و الأقمار الصناعية أصبح العالم قرية صغيرة و صارت المعلومة في متناول الجميع و الأخبار تنتقل بسرعة البرق و بلاحواجز .كما ساهمت القنوات الفضائية في التثقيف و الترفيه و اعلام المشاهدين على اختلاف مستوياتهم الدراسية و الثقافية و شرائحهم الاجتماعية.لكن العديد من السلبيات طفت على الساحة و سببت الاستهجان و الامتعاض الشديد لدى النظارة . فبعد قنوات تلفزيون الواقع التي اقتحمت البيوت بدون استئذان وفرضت علينا صورا عديدة من الانحطاط الأخلاقي و الانحدار الروحاني و التفسخ القيمي .. برزت قنوات الشعوذة بتركيزها على العرافة و الطب الروحاني و استعمال الأعشاب الطبية .و استغلت ضعف الايمان و سذاجة البعض لتتلاعب بالعقول وتنوم النفوس الضعيفة مستعملة مصطلحات بالية كطرد الجن وحل المربوط وازالة التابعة والقضاء على العجز الجنسي وتيسير الرزق …الخ و غيرها من أساليب الضحك على الذقون و الكسب السريع و الغش و الخداع و تكريس الرداءة و الابتذال. فمتى تستفيق الهايكا و تضع حدا لهذه المهزلة و تضرب بقوة على أيدي هؤلاء السماسرة الدخلاء على ميدان الاعلام فكفانا سخافة ولنقطع مع هذه الفوضى المثيرة للاشمئزاز و التي تدل على ما وصلنا اليه من جهل و تخلف مع الأسف كي نقبل مثل هذه الأشكال من المغالطة و الخداع .