المعروف عن الحجّاج انهم عندما يعودون من البقاع المقدّسة غالبا ما يزهدون في متاع الدنيا و لذّاتها إقتناعا منهم بان الحجّ يجبّ ما قبله و من واجبه ان يترك لهو الحياة و زينتها و لكن بعض حجّاجنا الميامين يعودون و كل همّهم إشهار حجّهم بالأفراح و السهرات الملاح ” وكأنك يا بوزيد ما غزيت” و من ابرز هذه المظاهر ما أقدم عليه بعضهم من إقامة حفلة كبرى و ذلك بكراء قاعة أفراح و فرقة إنشاد ديني يقع جلبها من إحدى الولايات المجاورة و يبلغ ثمنها 2000 دينار و تطعيم السّهرة بما لذّ و طاب من المآكل و المشروبات و الحلويّات و يلبس الجديد من الثياب هو وحرمه و لما لا الجلوس في منصّة و كأنهما زوجان ليلة زفافهما …و التكلفة تتجاوز في بعض الاحيان الخمسة آلاف دينار … فهل لا يدخل هذا في باب التبذير المحرّم شرعا ؟ ألم يكن من الأفضل صرف هذا المبلغ في إعانة الفقراء و المحتاجين ” وما اكثرهم” ؟ و لمعرفة رأي رجال الدين في هذه المسألة إتصلنا بالشيخ الفاضل أحمد بوشحيمة الذي أفادنا مشكورا : إن الحاج عندما يعود بعد أداء مناسكه يكون كيوم ولدته أمّه و إذا تصرّف على هذه الشّاكلة فقد طرق باب الرّياء و يعتبر صنيعه منافيا لتعاليم ديننا الحنيف الذي يدعو لعدم التبذير و ما يمكن أن ينجرّ عن مثل هذا الصنيع من إختلاط و محرّمات يكون هو السبب فيها و كان من باب الاولى و الاجدى ان يتصدّق بماله للفقراء و المساكين و ذلك أسلم له و الله وروسله أعلم . الفيديو المصاحب به إجابة الشيخ احمد بوشحيمة كاملة