الارهاب .. هذا الكائن البشع الكريه.. هذا الذي يتخفى عن الأنظار ولا يفصح عن هويته .. هذا الذي يضرب تحت جنح الظلام ثم يعود من حيث أتى .. مخلفا وراءه الدمار والخراب والحزن والألم.. من هو بالضبط وماذا يريد؟؟؟ هل حقا هو يقتل من أجل القتل؟؟ هل حقا هو أعمى ويضرب كما التفق ودون وعي ودون هدف؟؟ هل حقا أن من يحرض هؤلاء على فعل ما يفعلون هي قراءة منحرفة وفهم خاطئ للدين؟؟؟ لم يتم الاصرار على تسمية هذا الإرهاب ب " الإسلامي" و" الجهادي" ؟؟؟ لكن من يجرؤ على أن يتساءل عما يحدث ويدور من حولنا من إرهاب ؟؟ أو حتى يشكك في حقيقة ما يحدث من حولنا ليلصق بالإرهاب والإرهابيين؟؟ من يفعل ذلك سيتهم مباشرة بالتعاطف مع الإرهابيين هذا إن لم يتهم بأنه منهم وأنه يتبنى فكرهم… عندما يضرب الإرهاب .. وتخرج علينا الدوائر الرسمية بوجهة نظرها وبرؤتها وتحليلها فعلى الجميع القبول بما يتم تقديمه من معطيات وتصريحات دون نقاش أوجدال وعلى الجميع لعن الإرهاب الغاشم المجرم الذي تقف العقيدة الإسلامية بشكل من الأشكال في التبرير له وفي تقديم الأسس النظرية للقيام به؟؟؟ وإلا لم يتم وصم الإرهاب بالإسلامي والجهادي في كل مرة؟؟ المحير في الأمر أيضا أن أحدا لا يقبل أن يعطي تعريفا واضحا متفقا عليه لهذا الإرهاب.. وكأن الجميع اتفقوا على أن يبقى هذا المفهوم غامضا هلاميا زئبقيا مطاطا يمكن أن يستخدم بشكل واسع وضد الجميع؟؟ إذا الواضح أن من يرفضون تحديد المقصود بلفظ "الإرهاب" لا يفعلون ذلك لأن المفهوم غامض وغير قابل للتحديد وإنما لأنهم رأوا في هذه الظاهرة أداة ناجعة وفعالة في بث الرعب في صفوف الناس وفي ترهيب الأنظمة المارقة والمخالفة وفي إحكام قبضتهم على الشعوب والثروات عبر العالم واحتكارها لأنفسهم دون الآخرين.. وهكذا نرى كيف أصبحت معاقبة المسلمين جميعا ودون استثناء عبر أرجاء العالم ووصمهم بالتطرف ووصم دينهم بالتحريض على الإرهاب هي البضاعة الرائجة في زمننا هذا ورأينا كيف تم التشديد على تنقل المسلمين عبر العالم والتدخل في شؤونهم وإرغامهم على الخضوع لأشكال جديدة من الأحتلال تحت مسميات مختلفة من قبيل محاربة الإرهاب الذي لا يعرف أحد من أين جاء ولا ما شكله ولا من موله ولا من مهد له وزرعه ولا من فسح له المجال بالاتنشار ودعمه لوجستيا وماديا واستخباراتيا… فقط علينا أن نقر أن هناك إرهابا وأن هذا الإرهاب إسلامي وجهادي وأن هذا الإرهاب قوي لدرجة أنه أصبحت له دولة وأن هذا الإرهاب يضرب حيث يشاء وبكل سهولة ويسر وحتى داخل أقوى دول العالم وأن هذا الإرهاب يتطلب منا أن نتنازل عن الكثير من حقوقنا ومن حريتنا ومن كرامتنا من أجل أن نفسح للسلطة وللقوى العظمى أن تقضي عليه… وتحمينا من شره؟؟؟ سنوات تمر الآن ونحن بين مطرقة قمع السلطة (ضياع مقدرات البلاد وتدهور الإقتصاد والغرق في الديون والدمار والتشرد ) وسندان الإرهاب الأعمى ولا من ضحية غيرنا نحن الإنسان عبر أقطار العالم.. حالة الطوارئ أصبحت هي القاعدة اليوم عبر دول العالم… والحروب بالوكالة وتخريب الأوطان ونشر الدمار والخراب كل ذلك تحت يافطة "محاربة الإرهاب"؟؟؟ ألم نسأل أنفسنا يوما من هو المستفيد من هذا الإرهاب؟؟؟ حتى نبدأ على الأقل في فهم من يقف بحق وراءه؟؟؟ ألم يعد الإرهاب هذا الذي يدعون محاربته نوعا من الإستثمار العالمي المدر للأرباح الطائلة على حساب الإنسان؟؟؟ ألم يتيح للقوى العظمى إعادة توزيع الثروات والنفوذ عبر العالم وتنشيط دورة الإقتصاد العالمي الراكدة وخاصة سوق السلاح .. كم من الأموال بددت ؟؟ كم من البنوك نهبت؟؟ كم من الصفقات عقدت؟؟ وكم من الصفقات ستعقد تحت مسمى إعادة إعمار ما خربه الإرهاب؟؟؟ لم لا يتم تقديم هؤلاء الإرهابيين لمحاكمات علنية حتى نتبين جميعا الحقيقة؟؟؟ لم ورغم مرور كل هذه السنين لم نر محاكمات لهؤلاء الإرهابيين المزعومين حتى نتبين حقيقة أمرهم؟؟ فقط نحن نسمع أنه تم القضاء عليهم أو تم محاكمتهم وإدانتهم واكتشاف مخططاتهم الجهنمية التي كانت ستدمر كل شيء ولكن التكتم مطلوب حتى لا تنكشف الحقائق بما يخدم الإرهابيين؟؟؟ ونحن علينا فقط أن نقر بكل ذلك ونخرج لنلعن هؤلاء الإرهابيين الذين لا نعرف لهم شكلا ولا وجها؟؟؟ نحن الأكثر لهفة لمعرفة من هو هذا "الإرهاب" الذي دمر حياتنا ؟؟؟ اكشفوا لنا عن وجهه؟؟ وبينوا لنا كيف يتم تمويله وتدريبه وتسليحه؟؟ وكيف تعجز كل هذه الجهود المعلنة لمن يدعي أنه يحاربه من أقوى دول العالم عن هزيمته واجتثاثه؟؟؟ ختاما نقول : أتعلمون ما هو الأخطر والأكثر إجراما مما يقوم به الإرهابيون؟؟؟ أنه التوظيف الإجرامي البشع الذي نراه عبر العالم لهذه الآفة المدمرة من طرف أصحاب رابطات العنق والكراسي الفارهة الوثيرة… لأنه لولا ذلك التوظيف الذي أصبح مكشوفا وواضحا للعيان لما كان الإرهاب… أوقفوا إرهابكم .. أما كافاكم ما سفكت من دماء الأبرياء تبا لكم ولجشعكم الذي لا ينتهي والذي لا يعرف حدودا ؟؟؟