ربيع عربي تنزف أزهاره دما, تتحول نسماته إلى قذائف تدك المباني والبيوت فوق ساكنيها, شمس تحرق بلهيبها البساتين و المروج الخضراء فتحولها إلى رماد كنا في صغرنا نحلم بوطن عربي موحّد من المحيط إلى الخليج فأصبحنا اليوم عاجزين حتى على حماية وحدة وحدود دولة واحدة, فالسودان منقسم و العراق منكسر و ليبيا جريحة و سوريا غرسوا فيها جميع الخناجر و اليمن حرب الأخ على أخيه نحن أمة يعادي بعضنا بعضا, نتسارع إلى الميادين فنتقاتل فيما بيننا و العدوّ من خلفنا يتربص بنا و يعمل جاهدا على تعزيز الخلافات و الصراعات إسرائيل اليوم في عيد و إنقسامنا و فرقتنا هو الخبر السعيد, العار يكسو هذه الأمة فالبندقية أصبحت موجهة إلى صدر أخيه العربي و خزائن المال تقدم بسخاء في سبيل قتال الأشقاء و تدمير الأوطان العربية فحكامنا و قادتنا قد دفنوا الكرامة و شيعوا المروءة حتى أصبحت إسرائيل قُطرا شقيق و بنو صهيون شعبا صديقا, إن ذلك الصبي الذي يواجه الدبابة بحجارة لأشرف و أنبل من جميع عروشكم و مطامعكم فالتاريخ سيذكر و يمجّد أولئك الذين لازالوا يقبضون على جمرة الإرادة و يُسقط من دفاتره الخونة والجبناء ومن باعوا الأرض و القضية