المتأمّل في القنوات التلفزية التونسية الخاصة و العمومية يجد أنها إجمالا تقدّم البايت و المجمّر طيلة فصل الصيف.. الإعادة تلو الإعادة ثمّ إعادة الإعادات.. هناك مفهوم أساسي في الإعلام غاب عن تلفزاتنا الموقّرة : هو مفهوم الشبكة الصيفية.. هذه العبارة يعرفها أهل الاختصاص و تطبّقها الإذاعات و عديد التلفزات في العالم.. بل لقد كانت قنواتنا في سنوات خَلَتْ تعترف بها فتنجز شبكاتها الصيفية.. فمثلا اكتشفنا سامي الفهري تلفزيا في صيف 2001 على الوطنية 1 ( تونس 7 سابقا ) في برنامج ألعاب " واحد من سبعة " و تلقّى حاتم بن عمارة وابلا من الانتقادات بسبب ظهوره ب "شورط".. كان ذلك عندما لم يكن هناك تطور تكنولوجي و طفرة في وسائل الإعلام المسموعة و المرئية و المكتوبة بالإضافة إلى انتشار الاتنرنات و مواقع التواصل الاجتماعي و هذا الهامش من الحرية و كثرة الأحداث و الأخبار التي نشهدها حاليا.. كان ذلك عندما كانت الامكانات المادية ضعيفة و المنافسة بين وسائل الإعلام محدودة.. و الآن و بوجود كلّ هذا تغيب قنواتنا التلفزية عن الساحة ! للصيف أجواؤه الخاصة و الممتعة و يمكن على هذا الأساس إنجاز برامج و منوّعات ترفيهية و تثقيفية كما أن الحق في المعلومة للمواطن يبقى مقدّسا.. فما معنى أن تغيب الأخبار عن بعض القنوات أو البرامج التي تعنى بالشأن السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و الرياضي بينما تحضر بشكل مفرط في الشتاء ؟ و ما دام المواطن لا يتمتّع بالخدمة المطلوبة فلتعفنا الستاغ من معلوم الإذاعة و التلفزة في الصيف و هو ما يوفّر لنا مصروفا نحن في أمسّ الحاجة إليه في هذه الفترة.. مسلسلات و برامج معادة ووثائقيّات و مسرحيات و أفلام ماسطة و حفلات قديمة بلا روح و لقطات من المهرجانات و هو أكثر ما تجتهد فيه التلفزات التونسية.. تلك أبرز ملامح الصيف في قنواتنا و " كول و إلا طيّر قرنك ".. و قد قيل " في الإعادة إفادة " و لكن في سياقنا يُقال " في الإعادة بلادة " !