عندما يضيق صدر الماسكين للحكم من تصرفات المعارضة ونقدها اللاذع لها يسقط ابز ركن للحكم الرشيد واهم مقوم من مقومات الديمقراطية… وقد تجلى ذلك في الجلسة الاخيرة لمجلس نواب الشعب لمنح الثقة لحكومة يوسف الشاهد 2 التى زكاها رئيس الدولة الباجي قائد السبسى مباشرة قبل عرضها للعموم والتي جاءت بعد جدل كبير وتجاذبات مريبة من اجل الفوز فيه بافضل المناصب تمهيدا للانتخابات البلدية القادمة التي يسعى النداء الى كسبها لترميم وضعه المنهار.وانتهي الصراع بين الاحزاب المؤلفة لحكومة الوحدة الوطنية بانتصارما تبقى من حزب نداء تونس بقيادة حافظ السبسي نجل رئيس الدولة مؤسس الحزب… وقد انتهز فريق حافظ السبسى فرصة التحوير الوزاري الذى سعى جاهدا لايجاده لتحقيق اغراضه العديدة بدء بالفوز باكبر الوزارات تحضيرا للانتخابات البلدية التي يريد ان تكون على مقاسه وتمهيدا لبسط هيمنة النداء على السلطة مجددا…وقد استعمل فريق النداء بقيادة حافظ السبسي وعون سفيان طوبال رئيس كتلة ما تبقى من النداء كل الوسائل لتحقيق مبتغاهم عبر اعتماد طريقة الترغيب والترهيب لتبييض صورة النداء بعد الضراء التى اعترته وادت الى اقتسامه الى ثلاثة اجزاء…وتتمثل الخطة المرسومة في استقطاب كل شخص يسعى الى الوصول الى السلطة امثال برهان بسيس والشيخ فريد الباجي قبل ان يفر بجلده من الحضىرة "النجسة" ومحسن حسن الذى غادر الوطنى الحر بحثا عن منصب بحكومة الشاهد الثانية…وعديد الاشخاص المتلهفين للمناصب والكراسى والاضواء والمرتشين كذلك بتوجيه من رئيس كتلة النداء سفيان طوبال …وتجلى ذلك بكامل الوضوح اثناء الجلسة العامة الاخيرة التي انعقدت لمنح الثقة لحكومة يوسف الشاهد الثانية حيث تناوب على اخذ الكلمة للتشهير بكل من يعارض تشكيلة الحكومة الجديدة ويقدح فى "الكفاءات " التى فرضوها على الشاهد من بين رموز نظام المخلوع بن على بدعوى اصلاح الوضع الاقتصادى والاجتماعي والمالى والسياسى المتدهور… وقد تناوب المتدخلون في النقاش على القدح في المعارضين للشاهد الذى خضغ لاوامر القصر وتعليمات نجل الرئيس حافظ قائد السبسى و عضده الاساسي الاول سفيان طوبال والتشنيع بهم وبخاصة من سامية عبو التى نالت من الضرب والشتم والتشويه ما ينال الطبل يوم العيد…لا لشي ء الا لانها تجرات وتجرُؤ دائما على فضح المفسدين في الحكومة او خارجها دون خوف لانها واثقة من نفسها وتملك الادلة القاطعة على ماتقول. ولم يتوقف الامر على النواب بكتلة النداء فحسب بل تجاوزه ليشمل بعض المندفعين الطامعين في كسب المواقع والمناصب من خارج الحزب لينخرطوا في حملة تشويه المراة وزوجها واسرتها مستعملين ابشع النعوت والاوصاف البذيئة والاخلاقية للحط من مكانتها المرموقة في المعارضة الجادة… والاكيد ان الواد ما يبقى فيه كان حجرو. ولا يصح الا الصح والحق .