ظاهرة كراء الشقق بالساعة في صفاقس هي ظاهرة إستفحلت منذ سنوات عديدة حتّى أصبحت احدى العاهات المستديمة التي عُرفت بها عاصمة الجنوب .. التي يبدو والله أعلم أنّه كتب عليها ألاّ تأخذ من التحضر والتمدّن إلاّ أسوأ ما فيهما .. الجميع يعلم ماذا يحدث وراء الابواب المغلقة في الشقق التي يتم اكتراؤها حتى لمدة نصف ساعة .. بغاء سرّي وفساد ومجون وبزناسة من الطراز الرفيع ومافيات ترتع وتجّار جنس لا يهدؤون . إنّ ما يحدث من فساد تحت غطاء كراء الشقق المفروشة في صفاقس يتمّ تحت أنظار جميع المسؤولين وأبصارهم دون أن يجرؤ أحد على التحرّك أو محاولة تقليص تفشي الظاهرة أو محاربتها حتى بما تسمح به الإمكانيات .. وكلنا نعلم في النهاية ما يخلّفه ذلك من أمراض وعلل وتفشّ خطير للفساد لن يسلم منه حتى الجنين في رحم أمّه .. فهل تقرر صفاقس أن تقف في وجه هذا السيل الذي يجرف معه كل القيم والمبادئ ويشجع على تغلغل الفساد واستسهاله .. أم أنّ الصمت والتغاضي سيكون هو الحل .. مثلما كان الحل لآفات عديدة نهشت مجتمعنا واكتفينا امامها بجريمة الصمت على اعتبار انّ الوقت غير مناسب لمكافحتها .. في حين تواصل هي نخر المجتمع بكل وحشية وقسوة .. ؟ أسئلة لا أملك الاجابة عنها .. ولا أستطيع الاّ طرحها .. ويبقى بيد المسؤولين إمّا معالجتها .. أو تركها في الرف .. وما أكثر ملفاتنا .. وما أقلّ من يعالجها