اليوم الدراسي حول ” التوظيف المستديم للسواحل الجنوبية لمدينة صفاقس ” . هذا اليوم الذي نظمته شركة تبرورة الخميس 27ديسمبر 2012 وفي حضور الافتتاح لوالي صفاقس ورئيس النيابة الخصوصية لكل من صفاقس الكبرى وبلدية طينة وحضور لمكونات المجتمع المدني بصفاقس والجمعيات والمهتمين بالشأن البيئي والحالمين بمستقبل مشرق لمدينة الإسمنت المسلح . ترأس تسيير اللقاء الدكتور والأستاذ محمد علي الحلواني ليتتنطلق المداخلات وعددها 6 باشراف وتقديم كل من الاستاذ الجامعي خالد شاكر ثم الاستاذ محمد شورة ومنعم القلال في مداخلة مشتركة ‘ ليختمها السيد رياض الحاج طيب عن بلدية صفاقس حول استراتيجية التنمية صفاقس 2016 ‘ فالاستاذة ذكرى الغربي عن وزارة البيئة ليختتم اللقاء السيد محمد قويدر المدير العام لشركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس ” تبرورة ” . تدور طاحونة المداخلات لتسعى نحو عدم الإضافة وإنما العودة أو الإحالة على السنوات التي خلت وليست ببعيدة وكأنك في الماضي ‘ تطرح الاحلام والوعود في غياب القرارات الاساسية والجريئة التي تحول هذا السواد الذي خيم على سماء صفاقس ما بعد الاستقلال . سواد الفوسفاط على مساحة 56 هكتار من الأراضي وعلى ارتفاع 56 متر حيث تلقى 8 مليون طن في السنة من ” الفوسفوجيبس ” هذا الجبس الخطير والملوث والمحمل بالعديد من المعادن الثقيلة . القرارات الحكومية اليوم تبدو جريئة كما ورد على لسان مدير شركة تبرورة وعددناها وباركناها في العدد الفارط على صفحات موقعنا ولكنها تعيدنا الى منطق الدراسات والبحوث لتشتغل الطاحونة التي تسمعنا الجعجعة ولا نرى طحينها . التفكير ثم الدراسات والأمثلة والبيانات لتدور عجلة الزمان وتحيلنا على بداية مشروع تبرورة حيث بدا الحلم الذي يبدوا انه لن يتحقق بعد لننطلق الى حلم اكبر وابعد هو ازالة هذا الشبح الملوث الجاثم على سماء صفاقس يغتال حلمها الجميل حيث يغيب القرار الثابت لإيقاف هذه الماكينة الملوثة ‘ هذا الشبح أو الغول كما يسمونه في صفاقس الذي أكل محيط جميل يتجاوز 60 كيلومتر من الشواطئ وأجمل الأجنة والغابات والأشجار التي كانت تغطي المدينة بالخضراوات والغلال على مدار السنة فتصبح خراب يحلق فوقه الشام والبوم . التوظيف المستديم للسواحل الجنوبية لمدينة صفاقس حلم يريد التوسع والمصالحة مع باقي الشواطئ والبحر في تركيبة تحدث التنمية المستديمة وتقترب من معانقة الأحياء الفوضوية والشعبية الملتصقة بهذه الاراضي الشاسعة المحتلة بجبال ” الفوسفوجيبس ” وبقايا شركة السياب والعديد من المؤسسات الملوثة للمحيط البحري والشواطئ الجنوبية . هذا الحلم لو تحقق سيضيف للمدينة اكثر من 5200 هكتار من الاراضي القابلة للاستثمار والتنمية ويعطي القيمة الحقيقية لمشروع تبرورة . 420 هكتار مساح مشروع تبرورة ضللنا اكثر من 40 سنة في انتظاره ومنذ انطلاق التفكير فيه الى اليوم ولم يتحقق بعد ولن يكتمل على ما يبدوا اليوم .