كنت ضمن المحظوظين ممن عرفوا و زاروا بحيرة البِيبَان منذ بضع سنوات تلك البحيرة الساحلية التي تقع على بعد 10 كم شمال مدينة بنقردان، و20 كم جنوب مدينة جرجيس وتبلغ مساحتها 27 ألف هكتارًا وهي أكبر بحيرة في حوض البحر الأبيض المتوسّط و الغنية بالأسماك المختلفة كالوراطة والقاروص والبوري وغيرها والتي يبلغ طولها 32 كم وعرضها الأقصى 10 كم وهي محمية طبيعية للأسماك التي تدخلها من البحر الأبيض المتوسط، فضلا عن الطيور التي تقصدها في فصل الشتاء، كالنحام الوردي والغاق والكركي. بهته البحيرة جزيرة توجد بها آثار تعود للعهد الروماني و مقام لأحد أشهر الأولياء الصالحين " سيدي حمد الشاوش ". هته البحيرة تعاني اليوم من تجاوزات خطيرة و عديدة يتعمدها المستثمر الذي تسوغها في حق البحارة والبحيرة من خلال عمليات الصيد بواسطة زوارق بالمحرك هذا علاوة على تعمده الصيد بالكركارة داخلها مما تسبب في تصحر اجزاء كبيرة من قاعها البحري وتلك الطريق محجرة تحجيرا باتا باعتبار مساهمتها في الصيد الجائر و في تدميرها نهائيا. ولم يكتفي المستثمر بهذا الحد بل يعمد الى استغلال و تسويغ البنايات الموجودة بالجزيرة بما تسبب في تلوث البحيرة نتيجة سكب مياه التصريف الصحي بها الامر الذي تسبب في هلاك اطنان من الاسماك داخلها. اليوم و نتيجة امعان المتسوغ في تدمير هته البحيرة اصبحت حوالي 600 عائلة مهددة في مورد رزقها الوحيد. للاسف بالرغم من تسجيل عدة محاضر أمنية و ادارية ضد هذا المتسوغ في التسبب في تلوث البحيرة و الصيد بالكركارة و رغم عدم خلاص الدولة في معينات تسويغ هته البحيرة و الذي جاوز مبلغ 740 الف دينار و رغم عدم خلاص أجور العملة فسلطة الاشراف لم تتخذ لحد الآن أي إجراء لإيقاف هته الجريمة في حق بحيرة تعد من أجمل و أروع البحيرات في هذا الكون.