خروج يأجوج ومأجوج علامة مستقلة من علامات يوم القيامة سوف نتكلم عنها بالتفصيل، وما نريد ذكره هنا أنهم من المفسدين في الأرض وأن هلاكهم سيكون في زمن سيدنا عيسى عليه السلام بعد نزوله، ويكون هلاكهم بسبب دعاءه عليه السلام ودعاء أتباعه من المسلمين، وصح ذلك من حديث النواس بن سمعان، وفيه : (ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم، فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى، كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ كل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك، إذ بعث الله ريحا طيبا، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن ومسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة) [رواه مسلم]. موت عيسى عليه السلام ودفنه : يموت سيدنا عيسى عليه السلام بين المسلمين، ويدفنه المسلمون في روضة النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث بقي موضع قبر، فقد روى الترمذي عن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال : (مكتوب في التوراة صفة محمد وصفة عيسى بن مريم يدفن معه، قال : فقال أبو مودود : وقد بقي في البيت موضع قبر). وموته عليه السلام بداية فساد الأرض، وقبض المسلمين، حتى تأتي باقي علامات الساعة على أشرار الناس، نسأل الله أن يحفظنا وينجينا. وبهذا نكون قد فصلنا القول في بيان علامة نزول سيدنا عيسى عليه السلام، وقد وصلنا إلى العلامة الثالثة وهي خروج يأجوج ومأجوج.