كثيرا ما روى لنا العارفون بالتاريخ أن دولة الأندلس ما كانت لتسقط و تندثر لولا 0نقسامها إلى دويلات وإمارات صغيرة متخاصمة ومتنافرة وضعيفة بدأت في السقوط الواحدة تلو الأخرى …وكانت آخرها غرناطة التي رغم وجود نخبة مهمة من الغيورين الصادقين بها فإن فساد الحاكم وبطانته وربما عمالتهم للعدو الإسباني الكتالوني كانت من العوامل الأساسية في 0ستئصال الوجود العربي من شبه الجزيرة الإيبيرية ..و في قمة الأزمة و المدينة محاصرة وما تبقى من الرجال المسؤولين والمتحملين الأمانة يرابطون للدفاع عنها لا يسكن لهم طرف ولا تغفو لهم عين ، في ذلك الحين كان أمير المدينة و حاشيته والمحيطون بهم من البورجوازية المتعفنة منغمسون في سهرات الطرب و الغناء وما أدراك ما الطرب الغرناطي، وكان الأمير و كبار الدولة يتقاعسون عن إجابة الجنود والمتطوعين حين يتصلون بهم لأن نوبة الموسيقى أو الموشح لم تنتهى ولا مجال لتعكير صفوهم!!! مرت خمسة قرون ونيف على سقوط غرناطة وسقطت دول ونشأت أخرى ، و0ندثرت فلسفات و أينعت أخرى ، وقامت حروب مدمرة وعقدت 0تفاقيات سلام أخرى ،0لخ 0لخ ونحن نراوح في مكاننا لا نريد أن نفرط في آخر نوبة ……