مهما كان الإختلاف السياسي و الإيديولوجي و مهما كانت المواقف الرسميّة و غير الرسميّة تُجاه أيّ شخص أو حزب فإنّ التخوين مرفوض و العنف مُدان و الإغتيال جرْم تحرّمه كل نواميس الكون و شرائعه ، ،، و ما جرى اليوم للمرحوم شكري بلعيد فإنّه فعل شنيع يرتقي إلى الإجرام الذي لا يُغتفر لأيّ جهة كانت وراءه ، و هو حدثٌ له الوقع الكبير على الواقع السياسي التونسي في مرحلة انتقاليّة تمتاز بالهشاشة و عدم الإستقرار و الباب مفتوح من وراء هذا الإغتيال على كثير من الإحتمالات تجعل من تونس في وضع اضطرابي قد يزيد من الأزمات الرّاهنة التي تمرّ بها و يعكّر الصّفو العام . و لهذا فإنّه من المحتّم و الواجب على كلّ مكوّنات المشهد السّياسي و معهم الإعلام ضبط النّفس و الإحجام على رمي الإتّهامات جُزافا التي لا تزيد إلاذ التعقيد و تسمح بتفريخ هذا الفعل الدّخيل على تونس و شعبها . على الحكومة أن تضاعف من مجهوداتها و أن تأخذ الأمور على محمل الخطورة أوّلا للكشف و الإعلان عن الفاعل الحقيقي و ثانيا أن تحاصر كلّ أسباب الجريمة و الإنفلاتات الأمنيّة و تهريب الأسلحة و تأخذ على أيدي كلّ من دعى و يدعو للعنف وثالثا أن تفرض الأمن على كامل التراب التونسي . أمّا النخب و الأحزاب السياسيّة عليها أن تحاذر السّقوط في مستنقع تبادل الإتّهامات و أن تمتنع عن التحريض و التحريض المضادّ ، و الأهمّ أن لا يأخذوا اغتيال شكري بلعيد تِعلّة يبيحوا بها لأنفسهم المتاجرة بالوطن و أن لا يجعلوا من هذا الحدث الجلل مطيّة لإشعال النيران و تأليب الشعب على بعضه ،، كما أنّه على الإعلام أن يكتفي بنشر المعطيات و التحاليل الموضوعيّة التي تخدم مسار تحديد الذي قام بهذا الجُرم و أن لا ينساق في موجة من التشويش على سير الموضوع أمنيّا و قضائيّا و أن لا ينساق في خطابات تحريضيّة و تحاليل تؤدّي بالبلاد إلى مزيد من الإشتعال و بثّ العداوة …أيها التونسيون ساسة و عامّة و إعلاما شكري بلعيد رحمه الله اغتاله من يكره تونس و لا يريد لها الخير فلا تعيدوا الكرّة ثانية و لا تغتالوا الرّجل مرّة أخرى !