لا أحد يمكنه أن ينكر رغبة الشيخين في فرض الإستقطاب الثنائي بين حزبي النهضة و النداء و إلقاء بقية الأحزاب في سلة المعارضة غير القادرة بتاتا على الوصول إلى الحكم، و هذا هو صميم سياسة التوافق بينهما. لكن هذا الإستقطاب لا يمكن تحقيقه إلا بحزبين قويين متفوقين بدرجة كبيرة عن البقية الاحزاب على جميع الاصعدة لكن بالخصوص متفوقين من حيث قوة الأداء السياسي و الخبرة في تسيير شؤون الدولة الداخلية و الخارجية على شاكلة الحزب الجمهوري و الديمقراطي في الولاياتالمتحدة. لكن شاءت الاقدار أن يكون هذين الحزبين عنوانا مميزا للفشل في تسيير دواليب الدولة و التسبب في كوارث إقتصادية و مالية و حتى ديبلوماسية لها، هذا علاوة على أن حركة النهضة اصبحت غير مقبولة إقليميا و دوليا و عائقا أمام الإستثمار الخارجي في حين فشل نداء تونس نتيجة إنحلاله و كثرة فضائحه في اول محطة إنتخابية جرت في ألمانيا و مني بهزيمة نكراء أمام منافس نكرة . و لهذا السبب فإن محاولة فرض هذا الإستقطاب لم تعد مبينية على قوة برامج أو مشاريع أو قوة أداء تميز هذين الحزبين بل تم إختزالها في محاولة شيطنة و تشويه رموز كل الأحزاب القريبة منها من حيث الحجم و التي تحاول أن ترسم لها طريق نحو المسك بالسلطة أو المشاركة فيها، و ذلك بإستغلالها لأدوات و اجهزة تحت إمرتها بدء بأجهزة الدولة و هياكلها كإنخراط بعض الوزراء و مستشاري الرئاسة في حملات التشويه وكذلك تسخير كل وسائل الإعلام المرئية و السمعية و المكتوبة و الصفحات الألكترونية لهذا الغرض أو حتى عن طريق شراء بعض مؤسسات سبر الآراء. فحملة التشويه لم يسلم منها أحد و طالت كل الرموز السياسية و الحزبية التي يمكن ان تنافس هذين الحزبين فلم يسلم منها المهدي جمعة الذي نسبوا له العمالة لألمانيا و للولايات المتحدةالأمريكية كما نسبوا لشقيقه ملفات فساد كما طالت محسن مرزوق رئيس الحملة الانتخابية الرئاسية للباجي قائد السبسي و مستشاره السياسي السابق الذي تارة ينعت بعميل قطر و تارة أخرى ينسب لنقيض هته الدولة كالإمارات. و الحملة تطال الآن ياسين ابراهيم بمجرد انسحابه من وثيقة قرطاج و طلب خروج وزرائه من الحكومة فنعت هو ايضا بالعمالة للامارات و تقاضي أموالا منها لأسقاط الحكومة وهكذا دواليك و الدور آت على كل من تسول له نفسه منافسة المتوافقين. للأسف قوة و شراسة حملات التشويه أوقعت العديد من المواطنين و حتى بعض نخبة النخبة في هذا الفخ فإنساقوا و راءها ووراء حملات التشويه رغم فقدان اي دليل على صحتها، و إستطاع المتوافقين تحويل نظر و إهتمام جزء من الشعب و من هته النخبة من فشل أحزابها و آدائها الى الغرق في حملة تشويه أعدائها.