ترى على أي كوكب يعيش رئيس الجمهورية، مرت أيام من الإحتجاجات والسخط والغضب ليطل علينا جلالته ليقول لنا ماذا نحن فاعلون، زيارة إستعراضية لحي شعبي من رئيس سكن قصره وغط في سبات عميق ليردد على مسامعنا كلمات من التهديد والوعيد للمخربين متجاهلا وضاربا عرض الحائط أصوات المحتجين والحناجرالرافضة لغلاء الأسعار ولقانون مالية يثقل كاهلهم هكذا يراد تشويه صورة المحتجين ومطالبهم الشرعية وكل من ينتقد قرارات الدولة بوضعهم جميعا في سلة واحدة مع المخربين والمجرمين والعابثين بممتلكات البلاد ومنشآتها لازال سيادته يقص علينا أخبارا عن وثيقة قرطاج وعن الأحزاب وعن هذا التوافق السخيف الذي جمعته المصالح الضيقة وغابت عنه أي إستراتيجية أو رؤيا واضحة للنهوض بالبلاد تتهافت الشاشات إلى دعم خطابات السلطة، تزويق وتلميع لسياساتها الحكيمة، تنطق بإسمها وتدافع عنها وتبث لنا عزفا رديئا من تأليف الحكام فيما تكمم أفواه المهمشين والمساكين المرابطين على هذه الأرض عذرا إن أقلقنا راحة فخامتكم بصراخنا، لكن لقد ضاق الحال بنا ولم نعد نقوى على قوت عيالنا، نحن آسفون إن أزعجنا منام جلالتكم وأنتم المنشغلون بالعرش والتوريث والتمديد فلكم منا الدعاء بعمر مديد، نحن شاكرون لسيادتكم ففي عهدكم الرشيد ننعم بديمقراطية تشرع قوانينا لمصالحة الفاسدين وتسن قانون مالية يسحق المساكين أختم بأبيات للشاعر أحمد مطر لمن نشكو مآسينا ومن يصغي لشكوانا ويجدينا منسيون نمشي في أراضينا فوالينا أدام الله والينا ما أبقى لنا دنيا ولا أبقى لنا دينا