أفادت وزارة الصحة أنه تم تسجيل 8 وفيات جراء مرض النزلة الوافدة لدى مواطنين أغلبهم من الفئات المعرضة للخطورة بسبب نقص المناعة، مشيرة إلى أنه من بين المتوفين ممرضتان من الحوامل تعملان في المستشفى الجهوي بقابس. وأعلنت الوزارة في بلاغ لها يوم السبت أن الإصابة بهذا المرض شهد ارتفاعا منذ الأسبوع الثالث من جانفي الفارط، حيث تم تسجيل توافد الفيروسات وبداية الظاهرة الوبائية الموسمية. وقد تم اكتشاف الفيروسات المتسببة في النزلة الوافدة، بحسب ما جاء في البلاغ، لدى 101 حالة من بين 399 عينة أخذت من المرضى، وهي تنقسم الى 36 عينة من نوع (أ هاش 1 أن1 ) و 9 عينات من نوع (أ هاش 3 آن 2) و 54 عينة من نوع (ب)، إضافة إلى عينتين من نوع (أ) لم يتم تحديد سلالتهما بعد. وقال بلاغ وزارة الصحة أن هذا الوضع الوبائي هو مشابه لما يسجل حاليا في البلدان القريبة وخاصة في فرنسا، مشيرا إلى أن فيروس (أ هاش 1 ان 1) الذي تسبب في جائحة سنة 2009 يتواجد في سائر أنحاء العالم بصفة طبيعية منذ ذلك التاريخ ولم يظهر زيادة في الخطورة حسب نتائج المتابعة والبحوث التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية، إلا أنه يبقى ذي خطورة عالية لدى بعض الفئات التي تشكو من نقص في المناعة بسبب أمراض مزمنة أو حمل أو سمنة وغيرها. وذكرت وزارة الصحة في بلاغها بأنه يتم في تونس تسجيل ما بين 10 و 40 حالة وفاة كل سنة جراء هذا المرض، مؤكدة على أن الحمل يبقى من عوامل الخطورة العالية عند الإصابة بالفيروس. وأكدت، في هذا الصدد، على ضرورة تأمين وسائل الوقاية والنظافة العامة وحفظ صحة الوسط لتفادي العدوى بفيروس (القريب)، وذلك من خلال غسل اليدين بصفة متكررة، واستعمال المناديل الورقية، والابتعاد عن المرضى بالزكام، وتنظيف الوسائل المستعملة في الحياة اليومية، مع إمكانية الخضوع للتلقيح ضد النزلة خاصة بالنسبة للفئات الهشة من كبار السن والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة. وقالت وزارة الصحة أن مصالحها تتابع الوضع بكامل أنحاء البلاد وأن إدارة الرعاية الصحية الأساسية، والمرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة، والمخبر المرجعي بمستشفى شارل نيكول، تعمل جميعها على تحسيس العاملين في المجال الصحي والمواطنين، بالتنسيق مع الإدارات الجهوية للصحة، بضرورة تدعيم الوقاية وبتوفير معدات النظافة، وبغسل اليدين، مع تقصي الحالات الخطيرة وضمان جودة العناية بالمرضى.