ضرب سكان مدينة قسنطينة، حيث خُطف وقتل الطفلان هارون وإبراهيم الأسبوع الماضي، حداداً حقيقياً، حيث أغلق التجار محلاتهم بالكامل، وخرجت مظاهرات في كل المدينة تنادي: “القصاص القصاص”، طلباً لتنفيذ حكم الإعدام على قتلة الأطفال. وتزامنت هذه المسيرات مع اجتماعي حكومي مصغّر طارئ أعلن عنه وزير الداخلية، أمس السبت، برئاسة الوزير الأول عبدالمالك سلال لمحاربة ظاهرة اختطاف الأطفال. واستيقظ سكان المدينةالجديدة علي منجلي على مؤسسات تربوية مغلقة تضامناً مع أسرتي الصغيرين المغتالين فيما كانت المحلات التجارية بقسنطينة مقفلة بدورها، كما خرج الآلاف من الأشخاص وتجمعوا أمام قصر العدالة بوسط المدينة وطالبوا بإعدام كل من يخطف أو يقتل طفلاً. وبدأت المظاهرات في حدود العاشرة صباحاً، حيث تجمع نحو 1000 نفر أمام دار الثقافة “محمد العيد آل خليفة” وساحة “أول نوفمبر”، وبدأ الشباب يتقاطرون على المكان قادمين من مختلف أحياء المدينة، وكان بعضهم يحمل صور الصغيرين المغتالين. وجاءت هذه المظاهرات بعد نشر إعلان مجهول المصدر، على “فيسبوك”، يومي الجمعة والسبت، وعبر جدران أحياء عدة بالولاية، يدعو إلى الالتزام بوقفة حداد وتضامن مع أسرتي الصغيرين هارون وإبراهيم، وكذلك من أجل تطبيق حكم الإعدام على قتلة الأطفال. وانتشرت قوات الأمن ومكافحة الشغب بالزيّ المدني على جنبات الطرق بكثافة لتأطير المسيرات وضبطها وحمايتها من المتسللين. فاجعة رواد “فيسبوك” ومن جهتهم، أعلن نشطاء في “فيسبوك” حداداً وطنياً تضامناً مع أهالي الأطفال المفجوعين، ولم تتوقف أصوات المدوّنين والناشطين عبر أهم الصفحات بتطبيق القصاص لوضع حدّ لظاهرة أرّقت المجتمع أمام تزايد عدد السفاحين. وارتدت صفحة “ناس قسنطينة” السواد، وهي تضع صورة الطفلين هارون وإبراهيم، والتي تفاعل معها الجميع، ودعا الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية بين الجزائريين، إلى التفاعل وحث الجميع على الانخراط في مسعى الحداد للضغط على الحكومة من أجل تفعيل حكم القصاص على قاتلي ومختطفي الأطفال، الذين تزايد عددهم بشكل رهيب في ظرف سنتين. وكتب عدد من الأطفال وهم يحملون الصور لتعزية عائلتي هارون وإبراهيم: “أنا أحبكما يا هارون ويا إبراهيم رغم أنني لا أعرفكما، رحمكما الله”، كما لم يتوقف “الفيسبوكيون” عن فتح صفحات خاصة للترحّم على الضحايا، والحث على الحيطة والحذر من ظاهرة الاختطاف، والتصدي لها من خلال تقديم النصائح للأولياء وللأطفال. ودعا هؤلاء إلى تدوين مليون ترحّم على الضحايا والمطالبة بالقصاص؛ لأن الكل معنيّ والخطر قد يمسّ أي طفل يلعب في الحي أو بالقرب من المدرسة. ونقلت صفحة “احموا البراءة من الاختطاف في الجزائر” عدة نصائح للأولياء والأطفال، مصحوبة بصور تبرز كيفية التعامل مع أي شخص غريب، قد يكون أحد الخاطفين، من خلال الحيطة والحذر من كل شخص غريب، وعدم اللعب في الشارع من دون أي رفيق، ورفض أي هدية من شخص غريب في الحي أو بالقرب من المدرسة. كما تنصح الصفحة الأولياء بضرورة أن يكون للطفل أصدقاء، وأن يكون أغلب وقت لعبهم في المنزل، وبمرافقة منهم وحراسة في حال خروجهم إلى الحي.