افتتحت مساء يوم الاثنين الدورة 16 من المهرجان الدولي للفنون التشكيلية بالمنستير، التي تنظمها الجمعية التونسية للفنون الجميلية بالجهة بدعم من وزارة الشؤون الثقافية تحت عنوان « تونس جزر الفنون »، وستتواصل إلى غاية 28 جوان 2018 بالمنستير. ودشن والي المنستير متحف محمّد محسن القطاري للفنّون الجميلة، وذلك بمشاركة 92 فنانا تشكيليا من 21 بلدا. وسيدخل هذا المتحف، الذي سيشهد توسعة في مرحلة لاحقة، في المسلك السياحي بالمنستير، حسب ما أعلن عنه والي الجهة في تصريح صحفي، مقدرا أنّ هذا المتحف سيكون له أثر إيجابي على الحركة السياحية بشكل عام وعلى الحياة الثقافية بشكل خاص. وسيفتح الجزء الأوّل من المتحف للعموم في شهر جويلية المقبل، وهو يعدّ حاليا 60 لوحة لفنّانين تشكيليين من تونسوالعراق والمغرب وروسيا وصربيا وأكرانيا وكندا وازباكستان والهند وتركيا، من بين أكثر من 1500 لوحة في مخزون الجمعية، هي نتاج ورشات مختلف دورات المهرجان الذي انطلقت دورته الأوّلى سنة 2003 في المركب الثقافي بالمنستير وفق ما أفاد به محمّد فتحي البوّاب رئيس جمعية الفنّون الجميلة بالجهة. ووصف ابراهيم حسين (فنّان تشكيلي عراقي) الأعمال في هذا المتحف بالجميلة، مبينا أنه هناك مدارس عديدة منها التعبيرية والتجريدية والواقعية وهناك أعمال متميزة كلوحة الفنّان التونسي محمّد المالكي والفنّان العراقي أكرم جرجيس. وتشاطره الرأي في ذلك الفنّانة التشكيلية البلجيكية « ماري جان دوسور »، قائلة إنّها تكتشف تونس التي تزورها لأوّل مرّة عبر الفنّون الجميلة وفي نفس الوقت فهي تكتشف مدينة المنستير التي تعتبر أنّها مدينة جميلة جدّا. وتمثل نواة هذا المتحف أوّل متحف مختص في الفنون الجميلة لفنانين تشكيليين تونسيين وأجانب من بينهم العديد ممن لهم صيت دولي، بحسب محمّد سامي بشير، فنّان تشكيلي وأستاذ بالمعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة ومن هيئة المهرجان، الذي أضاف أن لوحاتهم تقدم لمحة عن تفاعل الفنّان التونسي والأجنبي مع الفضاءات في البلاد التونسية وهي مسألة مهمّة علاوة على القيمة الفنية والأدبية والمعنوية والمادية لتلك اللوحات. وقال إنّ الفنّان العالمي « بول كلي » جاء إلى تونس واستلهم منها طريقته في الرسم باعتبار أنّ البلاد التونسية تتميز بألوانها وبالضوء. وسيكون المتحف حسب تقديره فضاء للشباب للاطلاع على مختلف التجارب التشكيلية لفنّانين تشكيليين من مختلف القارات والتي من شأنها أن تثري ذائقتهم الفنية، مبرزا أنّ الجمعية أعدت قاعدة بيانات بشأن مختلف اللوحات التي رسمت طيلة الدورات السابقة من المهرجان. وتشمل هذه الدورة من المهرجان عدّة ورشات للرسم في الشارع وتحت الماء ورحلات لاكتشاف عدّة مواقع أثرية ومتاحف وجزر ومدن تونسية، وسيكون ضيوف الشرف خلالها من تونس كلّ من الهاشمي مرزوق وعبد الحميد الثبوتي وعبد العزيز كريد وعليّ الزنايدي، إلى جانب الفائزين خلال الدورة الفارطة مهدي وضاح من العراق والفنّانة التشكيلية جانيك اركسون من كندا.