أعلن البنك المركزي التونسي أنه ليس لدية نية ولم يفكر إطلاقا في تخفيض سعر صرف الدينار التونسي . وأكد محافظ البنك المركزي الشاذلي العياري الخميس خلال لقاء إعلامي انعقد بمقر البنك بالعاصمة أنه تم اتخاذ الإجراءات الضرورية لتعديل سعر صرف الدينار لاسترجاع مستواه العادي واستقراره. وراجت أخبار في الفترة الأخيرة عن اعتزام البنك المركزي تخفيض سعر صرف الدينار التونسي بعد أن تراجعت قيمته إزاء أبرز العملات وهي الدولار الأمريكي والاورو. وقدم محافظ البنك بالمناسبة تفسيرا للعوامل الموضوعية التي جعلت سعر صرف الدينار التونسي ينخفض مقارنة بسعر الدولار والاورو في الأسبوع الأول من شهر ماي 2013 الأمر الذي خلق نوعا من الاضطراب في سوق الصرف في تونس. ولاحظ في هذا الصدد أن سوق الصرف عرفت تطورات ظرفية واتسمت في الفترة الأخيرة بتزايد الطلب على بعض العملات لتسوية عمليات توريد وتحويلات هامة نسبيا وهو ما انعكس على سعر صرف الدينار الذي سجل تطورا متذبذبا أدى بالخصوص إلى بلوغ مستوى ذروة بحوالي 22ر2 دينار مقابل الاورو و66ر1 مقابل الدولار. وأضاف أن الاضطراب الذي شهدته سوق الصرف في الآونة الأخيرة يعود إلى تزامن طلبات أهم البنوك للقيام بعمليات تحويل هامة لحساب عدد من الشركات منها شركة تونيزيانا لتوزيع أرباحها بمبلغ 98 مليون دولار وتمويل اقتناءات عدد من المؤسسات العمومية على غرار الشركة التونسية للكهرباء والغاز في حدود 57 مليون دولار والشركة التونسية للأنشطة البترولية في مستوى 67 مليون دولار والشركة التونسية لصناعات التكرير ستير بنحو 60 مليون دولار والديوان الوطني للزيت بقيمة 10 ملايين دولار والديوان الوطني للتجارة في حدود 10 ملايين دولار. وأبرز العياري انه تم تسجيل طلب قوى وعنيف حسب تعبيره على اقتناء العملة التي تراوحت بين 300 و350 مليون دولار للقيام بعمليات الميسسات السالفة الذكر. واعتبر محافظ البنك المركزي أن التراجع المسجل أخيرا يعد طبيعيا ومنتظرا بالعلاقة مع تطور الوضع الاقتصادي والتوازنات المالية ولا سيما تنامي العجز التجاري وانخفاض مداخيل السياحة وتحويلات التونسيين بالخارج والاستثمارات الأجنبية المباشرة مع تردى الأوضاع الاقتصادية الدولية. وشدد الشاذلي العياري على أن البنك المركزي التونسي قام بهدف إضفاء الاستقرار على سوق الصرف وطمأنة المتعاملين الاقتصاديين بضخ 638 مليون دينار منذ بداية الأسبوع المنقضي أو ما يعادل ثلث الحجم الجملي للتدخلات منذ بداية السنة وهو ما ساهم في ارتفاع قيمة الدينار إلى 64ر1 مقابل الدولار و14ر2 مقابل الاورو وذلك مقارنة بالأسبوع المنقضي ما بين 6 و10 ماى 2013 الذي شهد تراجعا هاما للدينار في حدود 69ر1 للدولار و2ر2 للاورو. وتابع في السياق ذاته أن تسعيرة البنك المركزي سجلت اليوم تواصل ارتفاع الدينار مقابل الاورو في حدود 11ر2 واستقراره في حدود 64ر1 دينار مقابل الدولار رغم الارتفاع الهام للعملة الأمريكية على الأسواق الدولية خلال هذا الاسبوع. وقال العياري أن البنك سيواصل مراقبته لتطور سعر صرف الدينار التونسي مشيرا إلى أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على استقرار العملة التونسية في الظرف الراهن. وأكد في سياق متصل أن البنك شرع في التفكير في إصلاح السياسة النقدية في تونس. وكان المسؤول الأول عن البنك المركزي قد أشار قبل ذلك إلى أن قيمة الدينار التونسي قد شهدت في السابق ضغوطا مماثلة أو أكثر حدة مقارنة بالوضع الحالي حيث سجلت قيمته تراجعا مقابل الدولار الأمريكي بحوالي 12 بالمائة سنة 2005 و7 بالمائة سنة 2008 و8 بالمائة سنة 2010 كما سجلت العملة التونسية انخفاضا إزاء الاورو بأكثر من 8 بالمائة سنة 2003 . المصدر : وكالة تونس إفريقيا للأنباء