رحم الله المناضل فرحات حشاد، لقد اغتالوه أكثر من مرة. ليس فقط يوم قرّر الاحتلال الفرنسي تصفية الزعماء الحقيقيين لتونس وتصنيع الزعيم الأوحد المناسب. اغتالوه أيضا يوم تاجروا باسمه واستثمروا رصيده النّضالي لابتزاز مؤسّسات البلاد والتجبّر على العباد. واغتالوه يوم خرّبوا الاقتصاد الذي أُسّس الاتحاد لبنائه. واغتالوه يوم دمّروا ثقافة العمل وأخلاق الحياة باسم النضال والعمل النّقابي. واغتالوه يوم اختُطِف الاتّحادُ من الشيوعيين والقومجيين ومافيات المال والسياسة. واغتالوه يوم طمسوا الهوية العربية الإسلامية الزيتونية للاتحاد العام التونسي للشغل وفرّقوا بينه وبين شريكه في التأسيس الشيخ الفاضل بن عاشور رحمهما الله تعالى. واغتالوه يوم انقلبوا على إرادة الشعب وحكومة الثورة وانتصروا لمنظومة الفساد والاستبداد. اغتالوه واغتالوا حلما جميلا انتظره الشعب المقهور طويلا.