” لا يجوز لرجل أن يمسك يد زوجته بالسوق لان في ذلك تشبه بالكفار …لكن يجوز له أن يربطها بحبل حتى لا تضيع ” هذه تخاريف أحد شيوخ النفاق و الكذب باسم الدين الذين يملئون الفضائيات هذه الأيام ، أي و الله هذا ما صدر عن شيخ من شيوخ بول البعير إياهم ، هناك أحد الشيوخ ممن قضى عمره على الفضائيات يكفر و يحلل و يحرم و ينهى المسلمين عن ركوب الطائرة و السيارة و السفر إلى بلاد العجم الكفار ، قضى الشيخ عمره يشتم الغرب و حضارة الغرب و يصف الغربيين بالخنازير و عندما ألم به المرض بغتة ركب شيخ الظلام طائرة عملاقة صنعها ” الخنازير ” و اتجه إلى فرنسا بلد الخنازير و رقد في مستشفى ” الخنازير ” و عالجه طبيب ماهر من الأطباء ” الخنازير” و أكل من أكل العجم ” الخنازير الملاعين ” و بقى السؤال في حلق كل من تابعوه مبهوتين حائرين : لماذا لم يعالج مولانا نفسه و هو في تلك الحالة المرضية اليائسة بشرب بول البعير و لماذا لم يسافر شيخنا للتطبب برا و بحرا و جوا على ظهر الحمير ؟ .. نحن نتذكر و ما بالعهد من قدم ذلك الشيخ الطاعن في السن الذي أفتى لا فض فوه بجواز نكاح الرضيعة و ذلك الذي نصح الزوج ليلة دخلته بشرب بول البعير كمهيج جنسي و ذلك الذي حرم على البنت مجالسة والديها ، أي و الله ، و من أجاز بالفتوى قتل تارك الصلاة و شواء لحمه و أكله ، أي نعم و الله ، في زمن الربيع العربي و في زمن السماء المفتوحة عاث شيوخ الظلام فسادا في الأرض و شاهد المتابعون ملايين الفتاوى الخارجة عن الدين المؤسسة لثقافة حالكة السواد و لاحظ المواطن العربي على كامل مساحة الجغرافيا العربية ظواهر صوتية تتحدث باسم الدين تنكيلا و عجرفة و سوء معرفة ، انه زمن صار فيه الدين سلعة بائرة تباع و تشترى بثمن التراب فهو زمن الرداءة و البذاءة و قلة حياء بعض شيوخ الفضائيات و بعض تجار الدين من أمثال ” مولانا ” الشيخ حاتم الطرابلسى الذي كان بالأمس القريب مجرد صفر على الشمال فحولته كرة القدم إلى لاعب شهير ثم إلى معلق يقبض من قناة الجزيرة بالدولار النفطي الملوث بدماء الأبرياء السوريين ثم إلى شيخ من هؤلاء الكهنة الذين حرموا الجهاد في فلسطين و أفتوا بالرحيل إلى سوريا و العراق للتدمير و السحل و القتل و الاغتصاب باسم جهاد النكاح و جهاد نصرة ” الثورة ” السورية القذرة التي أججها مفتى الناتو الشيخ يوسف القرضاوى خدمة للمشروع الصهيوني الرامي لتفتيت الدول العربية . لقد تحول مولانا الشيخ بقدرة قادر و بين عشية و ضحاها إلى مفتى و علامة و تاجر دين يشرع و يحرم و ينهى و يبيح و استباح في غفلة من شيوخ تونس النائمين في العسل في زمن يدمر فيه الأعداء من الداخل و الخارج هذه الأمة بمعاول الخطاب التكفيري و لغة الديمقراطية المزيفة التي رأينا عينة مرعبة منها في كيفية تعامل الشرطة الفرنسية مع الجموع المتظاهرة ، إنها المسافة الوعرة الخطرة التي تفصل بين الملتزم بالدين و بين تجار الدين تخطاها مولانا حاتم الطرابلسى و ليته ما تخطاها أبدا حفاظا على لسانه من المنزلقات و حفاظا على الدين الحنيف من التشويه المتعمد و حفاظا على السامع من مزيد الإنهاك المعنوي و الذهني ، لقد دخل مولانا في الساحة المشوشة المفعمة بالتناقضات المليئة بالأسود و الأبيض و هو الذي لم ينل من الفقه و الدراسة و العلم إلا النزر المتواضع القليل القليل ، لا نملك إزاء الفاجعة إلا أن نقول لمولانا أنه لم يبق لديه إلا قراءة الكف حتى يتحول إلى ” جنات العرافة ” في مسلسل ” شوفلى حل ” .