بمناسبة تولي رومانيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي، أجرت السفارة الرومانية في تونس يوم 4 أفريل منبراً لمناقشة العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا، تحت عنوان “بذل جهود مشتركة من أجل تعزيز الشراكة”، وقد شارك فيه خبراء أفارقة وممثلون عن وزارة الشؤون الخارجية ووفد الاتحاد الأوروبي في تونس و سفراء ودبلوماسيون من الدول الأوروبية والإفريقية المعتمدة لدى تونس (نذكر منهم جنوب إفريقيا و الجزائر و بوركينا فاسو و الكاميرون و ساحل العاج و مصر و غينيا الاستوائية و مالي و نيجيريا). وحضر من بين المدعوين كل من السيد كريم بن بشر، المدير العام لإدارة إفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية التونسية وفيكتور لوي، سفير الكاميرون في تونس و البروفيسور رافع بن عاشور، عميد السلك الدبلوماسي و قاضي في المحكمة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب و خبير في الاتحاد الأفريقي وعضو لجنة القانون الدولي التابعة للاتحاد الإفريقي و البروفيسور عز الدين الزياني، السفير والمستشار السابق المستشار الرئيسي للممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في مالي و الأمين العام للمركز التونسي لدراسات الأمن العالمي و السيد عادل السماوي، السفير السابق والمستشار الأول السابق للاتحاد الإفريقي ورئيس “تونس الدولية للاستشارات”. تربط كل من إفريقيا وأوروبا علاقات تاريخية وجغرافية واقتصادية وثيقة، و يعتبرالاتحاد الأوروبي الشريك الرئيسي لإفريقيا في التجارة والتنمية والمساعدة الإنسانية. بالإضافة إلى الاهتمامات المشتركة بشأن مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، و لقد كان النقاش فرصة جيدة لتقييم السياق الجيوسياسي الجديد للتفاعل بين الاتحاد الأوروبي وإفريقيا في إطار آليات التعاون وكذلك توقعات الأطراف فيما يتعلق بسياسة الجوار الأوروبية والاتفاق الجديد ما بعد كوتونو و دور الاتحاد الإفريقي وسبل التعاون في مجالات التنمية والأمن والحوكمة الرشيدة وسيادة القانون والتعليم وإدارة تغير المناخ، كما تم التطرق إلى عدة مواضيع أهمها تعزيز الشراكة بين الطرفين وتحقيق التوازن بين برامج محددة واستراتيجية طويلة المدى تغطي القارة الأفريقية بأكملها مع مراعاة أهداف أطر التعاون الإقليمية ودون الإقليمية وتطوير التعاون على عدة مستويات و تعزيز المشاكل الأقاليمية. و لقد أكد سفير رومانيا في تونس، دان ستوينسكو في افتتاح الاجتماع على أن أحد أهداف رومانيا كرئيس بالتناوب لمجلس الاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2019 يتمثل في تعزيز التعاون متعدد الأطراف للاتحاد الأوروبي مع إفريقيا وتعزيز صورة العناصر الفاعلة العالمية في الاتحاد الأوروبي، كما أشار إلى التعاون الثنائي العريق بين رومانيا وإفريقيا، وكذلك مشاركة رومانيا النشطة في الهياكل متعددة الأطراف لدعم السلام والأمن والتنمية في القارة الأفريقية. وأكد أن الاتحاد الأوروبي وإفريقيا يششدان على أهمية حفظ السلام و ضمان الاستقرار والأمن. أولت رومانيا اهتماما خاصا للمنطقة الأفريقية وتصرفت على نحو متوازن وشامل لإيجاد حلول سياسية للأزمات في المنطقة ودعمت التنمية المستدامة، و قد قال السفير الروماني أيضًا أن رومانيا ستتبع هذا النهج وتطور تعاونها مع الدول الأفريقية لصالح العالم العربي والمنطقة الأفريقية، إذا حصلت رومانيا على فترة عضويتها في مجلس الأمن الأممي للفترة 2020-2021، و لقد شدد بأن رومانيا مستعدة لمواصلة حث جهود الدول الإفريقية في سياق ولاياتها كأعضاء غير دائمين في مجلس الأمن الأممي. كما أعرب في هذا السياق عن امتنانه لدور تونس كنموذج إيجابي يحتذى به في القارة الإفريقية.