يبدو أن الطريق أصبحت سالكة أمام ضم إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم لمؤسسة الإذاعة العمومية، باعتبار إدارة الشأن الديني وكل ما له ارتباط به اختصاص مطلق للدولة بحسب نص الدستور. فنضالات العاملين في الإذاعة من أجل إلحاق إذاعتهم بالمرفق العام مسنودين بالهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري (الهايكا)، واستماتتهم في التصدي لتسييسها وارتهانها من قبل حركة النهضة، مكنت من إجبار عضو المكتب التنفيذي ومجلس شورى حركة النهضة على الاستقالة. وتقوم حاليا لجنة التصرف في الأملاك المصادرة بوضع اللمسات الأخيرة على تقريرها النهائي بخصوص الإذاعة، بحيث سيستند رئيس الحكومة على مخرجاته لإصدار أمرين حكوميين الأول بإلحاق إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم بمؤسسة الإذاعة التونسية، ويتعلق الأمر الثاني بتنقيح الأمر المحدث لمؤسسة لإذاعة التونسية لإضافة إذاعة الزيتونة لقائمة الإذاعات التي تكوّن مؤسسة الإذاعة التونسية. وفيما يلي نص استقالة غير المأسوف على رحيله عن إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم جمال طاهر العوي عضو المكتب التنفيذي ومجلس الشورى لحركة النهضة: تونس، 30 ماي 2019 إستقالة بعد أكثر من خمس سنوات قضيتها في خدمة إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم بصفتي مديرا للبث كنت في أغلبها مسؤولا على سلامة الخط التحريري العام للإذاعة وعلى إعداد شبكات البرامج العادية والإستثنائية في إطار لجنة البرمجة صحبة فريق من أكفإ بنات وأبناء الإذاعة ضمن منهجية تشاركية منفتحة مفتوحة لكل المتداخلين بالمؤسسة في إعداد المنتج الإعلامي للإذاعة وتحت إشراف ورعاية الإدارات العامة المتعاقبة وتحت سقف الخط التحريري العام للإذاعة. بعد القرار الذي اتخذته الإدارة العامة للإذاعة بتاريخ 28 ماي 2019 والمتعلق بعدم جواز الجمع بين المسؤوليات الحزبية والتسميات في خطط وظيفية بإذاعة الزيتونة للقرآن الكريم، والتزاما مني باحترام القوانين والقرارات المنظمة للقطاع والمؤسسة، ومع أنني التزمت خلال عملي بالاذاعة طيلة السنوات الخمسة بالتمييز بين صفتي الحزبية ومهامي في إدارة البث وبمراعاة مصلحة الإذاعة وخدمة رسالتها في محاربة التطرف والغلو ونشر قيم الوسطية والاعتدال والتسامح ومرافقة التونسيات والتونسيين لبناء حياة روحية متوازنة وإيجابية، اخترت تقديم استقالتي من مهامي كمدير للبث بإذاعة الزيتونة للقرآن الكريم وإنهاء علاقتي الشغلية بالمؤسسة. أشكر كل الزميلات والزملاء، وهم كثيرون، الذين تفاعلوا وتعاونوا معي في أداء مهامي وفي المساهمة في تطوير المنتج الإعلامي للإذاعة وتحقيق انتظارات المستمعين منها وتعزيز موقعها في المشهد السمعي، وأدعو الله أن يوفق كل من يعمل لصالح الإذاعة لتبقى منبرا للوسطية والاعتدال والتسامح وحاضنة لأهل القرآن الكريم ونشر علومه وتدبر آياته، كما أدعو الله أن تنال الإذاعة ما تستحق من رعاية واهتمام من طرف الدولة وأول ذلك وأهمّه تغيير صبغتها القانونية وإلحاقها بالمرفق العمومي. والسلام جمال الطاهر العوي مدير البث سابقا إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم