هل كل المصاعب التي تواجهها البلاد هي اصلا فلاحية ام هي اجتماعية و اقتصادية حتي تعين حركة النهضة مهندس فلاحي في هذه الخطة الحساسة ؟ ثم هل نجح السيد يوسف الشاهد المهندس الفلاحي و رئيس الحكومة في تغيير كل المؤشرات السلبية الاجتماعية في خفض نسبة البطالة و الفقر امتدادًا للمؤشرات الاقتصادية كتحسين القدرة الشرائية للمواطن الذي اصبح غير قادر علي اكتساب قوته اليومي و لا علي خلاص فاتورة الكهرباء و الغاز كل ذلك بسبب التضخم المالي وانزلاق قيمه الدينار و الميزان التجاري المتدهور و عدم وجود السبل الكفيلة للضغط علي الجباية و غيرها من المؤشرات التي مست كذلك الاستثمار الذي نتج عنه ركود اقتصادي زاد في الطين بله . ان كان هذا هو الواقع أليس من الأجدر ان تبقي النهضة علي يوسف الشاهد الذي اكتسب نوعًا ما من الخبرة و كأن شيئا لم يكن ؟ ام ان الحاجة الان تدعو الي تغيير حتمي لابد منه بعد كل هذا الفشل ؟ السؤال المطروح الان بعد كل هذه التجربة الفاشلة ما الفائدة من تغيير مهندس فلاحي بآخر أليس من الأفضل ان تختار النهضة الفايزة بالمرتبة الاولي و المسؤولة حسب ما يخول لها الدستور تعيين رجل دولة محنك ذو اختصاص اقتصادي و مالي و له من الخبرة في هذا المجال ما يأهله للخروج بتونس من عنق الزجاجة ؟ هل تريد النهضة بهذا التعيين تأزيم الوضع الاقتصادي و الاجتماعي اكثر مما هو عليه ؟ يظهر و ان الشعب التونسي اصبح في ركن من الحلبة يتلقي الضربات من كل المسافات و الجهات و تحت الحزام … وكأن هذا الشعب المسكين اصبح لا حول له و لا قوة الا ما رحم ربي … و أيضا ليس صاحب البلاد . ليكن في علم من وضعناهم بغباءنا علي الكراسي ان هذه الكراسي والمواقع سوف لن تكون مريحة لكم جميعًا ، هو ليس تهديد و لكن قراءة استشرافية في ما سيكون عليه الوضع مستقبلا بعد هذا الاختيار الغير مدروس بالمرة و الضار بمستقبل الاقتصاد و المواطن … الان و بعد كل هذه المستجدات تيقن الشعب التونسي واستوعب الدرس جيدا واستفاق من غفلته و تبين له بما لا يدعو للشك ان الهدف الرئيسي من كل هذا هو الاستلاء علي مفاصل الدولة و التموقع في اعلي المناصب بدون حساب و لا عقاب خدمة لاغراض حزبية ضيقة ، ضاربين عرض الحائط مصالح هذا الشعب التائه في عالم السياسة الذي انتخبهم و اعطي ثقته فيهم لأدارة شؤون البلاد و الخروج بها من النكبة الي الرخاء و لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن . ندائي الان الي حركة النهضة و شرفائها مراجعه حساباتكم و مواقفكم خدمة لهذا الشعب الذي لم يعد بوسعه التحمل و الانتظار اكثر مما تحمل من تهميش و فقر و حرمان . اخيرا ليس لي الا ان أقول حسبي الله و نعم الوكيل ، قدر الله ما شاء فعل . و يبقي بصيص من الأمل في بعض نوابنا الشرفاء لخدمه تونس .