نفذت الإذاعات الجهوية الخمس بكل من تطاوينوقفصةوالمنستيروالكافوالصفاقس يوم الثلاثاء إضرابا عاما استجابة للدعوة المشتركة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين والنقابة العامة للثقافة والإعلام التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل. ونفذ الصحافيون والمنتجون بالاذاعة الجهوية بتطاوين ومنتجوها الإضراب العام منذ انطلاق البث في حدود السادسة صباحا واقتصر عملهم على بث مواجيز وحصص حوارية حول أسباب الاضراب وأهدافه. وأوضح عبدالسلام عبدالعزيز عضو فرع الجنوب الشرقي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لمراسل (وات) أن الصحافيين والاعلاميين عموما يطالبون يتفعيل المرسومين 115 و116 من أجل حرية التعبير والصحافة. وقال إن الصحفي ليس فوق القانون لكن لا يمكن سجن الصحفي بسبب أرائه وحريته في التعبير مشددا على مواصلة النضال من أجل المهنة وأهدافها السامية. من جهة أخرى أشار عبدالسلام إلى أن أسرة إذاعة تطاوين عازمة على شن الاضراب المقرر ليومي 23 و 24 سبتمبر الجاري ما لم يقع التحاور معهم وتحقيق مطالب الصحفيين بالإذاعة والداعية إلى تعيين مدير من القطاع الاعلامي على رأس مؤسستهم. ويشار إلى أن إضرابا عاما تم تنفيذه بهذه الإذاعة يوم 3 سبتمبر الجاري احتجاجا على تعيين سامي بلحاج مديرا لاذاعة تطاوين والذي استقال من منصبه يوم الجمعة الفارط. يذكر أن الاستثناء الوحيد في عدم الاستجابة للإضراب بإذاعة تطاوين كان عن طريق منتج ومقدم برنامج "دقيقة رياضة". وبخصوص وحدة الإنتاج التلفزي بتطاوين فقد اقتصر نشاطها على تغطية إضراب الاذاعيين. وفي قفصة نفذ صباح الثلاثاء مختلف صحفيي المؤسسات الإعلامية بالجهة وبمشاركة فرع المحامين بقفصة، وقفة احتجاجية أمام مقر الإذاعة الجهوية. وندد المشاركون في هذه الوقفة بالقرارات السياسية للسلطة الحاكمة التي تسعى إلى تركيع قطاع الإعلام حسب قولهم، معلنين تمسكهم بإعلام حرٌ. واكتفت الوسائل الإعلامية بالجهة بتغطية الاحتجاج والحديث عن الإضراب. وعن اللجوء إلى الإضراب كأداة دفاع عن حرية التعبير أوضح أحمد الحراثي رئيس فرع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بالجنوب الغربي " أنهم لا يحبذون الإضراب عن العمل. ولكن الإضرابات هي الطريقة الوحيدة لاستجابة السلطة الحاكمة لمطالب الصحفيين" مؤكدا أن " كل التحركات في القطاع الإعلامي يقودها مهنيون أكفاء ودون تسييس" وفق قوله. وبخصوص الإضراب في إذاعة المنستير ذكر محمٌد بشير الشكاكو الصحفي بهذه الإذاعة وعضو المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين أنٌ الالتزام بتراتيب الإضراب العام سجل بهذه المؤسسة نسبة 100 في المائة في النشرات الإخبارية والبرامج الحوارية وغيرها باستثناء الفترة الصباحية الأولى مما يجعل النسبة الجملية 99 في المائة، حسب تقديره. وفي الكاف شن الصحافيون بالإذاعة الجهوية إضرابا شاملا عن العمل للمطالبة بحماية حرية الإعلام والوقوف ضد كل من يحاول النيل من مكاسب القطاع وتنديدا بسجن الصحفيين وترهيبهم وفق ما ذكره عدد منهم لمراسل (وات.( وذكر ناجي الورغي رئيس فرع نقابة الصحفيين بالشمال الغربي أن الإضراب نجح بنسبة مائة بالمائة بعد استجابة كل الصحافيين لنداء النقابة الوطنية، وفق تأكيده. وأوضح في هذا السياق أن الصحافيين بإذاعة الكاف أصدروا لائحة طالبوا فيها بتفعيل المرسومين 115 و 116 وبتسوية وبوضعيات الأعوان العاملين بالمؤسسة الذين لم يشملهم الترسيم وبإقالة المسؤولين الذين تم تعيينهم مؤخرا على رأس بعض المؤسسات الإعلامية. ودعوا في لائحتهم إلى المحافظة على المكاسب التي تحققت للقطاع في مجال حرية التعبير. وفي صفاقس دخل صحفيو وصحفيات المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة بالجهة في إضراب عن العمل طيلة يوم الثلاثاء. وذكر سمير الحسيني رئيس فرع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بصفاقس " لمراسلة (وات) أنه " تم الالتزام بتراتيب الإضراب العام في قطاع الإعلام داخل كافة مؤسسات الإعلام بالجهة مشيرا في ذات السياق الى أن إذاعة صفاقس اكتفت في نشرة الظهيرة بتقديم العناوين الرئيسية. وأضاف أنه تم خلال المواجيز الأخرى الإعلام بالإضراب فحسب كما تم تخصيص أغلب البرامج الإذاعية للحديث عن الإضراب وعن حرية التعبير. وذكر أن عددا من ممثلي المجتمع المدني والسياسي وبعض ممثلي وسائل الإعلام توافدوا صباح الثلاثاء على مقر إذاعة صفاقس حيث عبروا عن دعمهم ومساندتهم للإعلاميين في إضرابهم. ومن جهة أخرى أفاد رئيس فرع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بصفاقس "أن هذا الاضراب يعد محطة جديدة في طريق الدفاع عن حرية الصحافة والتعبير" داعيا الى ضرورة تفعيل الإطار القانوني المنظم لمهنة الصحافة من خلال الاعتماد على المرسوم 115 في القضايا المتعلقة بالصحافة والنشر.