مناورات حركة النهضة و تهديدها بإسقاط حكومة الفخفاخ لا تغير شيئا في كون هته الحكومة ستمر و ذلك لعدة اسباب: أولها أن النهضة لن تقبل بتحمل مسؤولية إسقاطها وتحمل تبعة الأزمة أمام الشعب. ثانيها أن النهضة لا تريد أن ينجح مخطط قيس سعيد و حلفائه في حل البرلمان فحتى ان قبلت الحل فيجب ان يكون ذلك على ايديها لا على يدي قيس. ثالثها أن النهضة ليس من مصلحتها إسقاط الحكومة وتعريض البرلمان للحل قبل تمرير قانون العتبة المحددة ب5 بالمائة، فمجرد إسقاط الحكومة لوحده و دون حل البرلمان قد يتسبب في عدم تمريره لأن بقية الاحزاب ستعيد حساباتها حول مصلحتها منه. إلياس الفخفاخ ومن حول يعرفون جيدا أن النهضة ستصوت للحكومة في كل الأحوال وهذا ما يفسر إصرار الفخفاخ على الإعلان عن حكومته رغم إعلان مجلس الشورى قراره بعدم التصويت على الحكومة و سحب وزرائه منها . الاقرب للظن أن مناورات النهضة قد تفضي إلى تحوير جزئي في تركيبة حكومة الفخفاخ في اليومين المتبقيين أو ربما سيقع الإبقاء عليها برمتها بدون تغيير و بعدها مباشرة سيخرج علينا راشد الغنوشي في ثوب الزعيم الوطني الفذ معلنا أن وطنية النهضاويين غلبت المصلحة الوطنية على مصلحتهم الحزبية و أنهم بقبولهم الرجوع في موقفهم و قبولهم التصويت للحكومة قد ضحوا بأنفسهم من اجلنا.