تمرّ بلادنا بفترة انتقاليّة تتطلّب مجهودا جماعيّا لأجل تحقيق المكاسب التي ناضل من أجلها شعبنا، وقد برهنت أطوار هذا الانتقال مدى تماسك الإدارة التّونسيّة وثباتها على مقوّمات عملها رغم الظّروف الصّعبة التي نعيشها جميعا ولم يتجسّم هذا الثّبات إلاّ من خلال إصرار جميع العاملين في المؤسّسات الإداريّة على القيام بالواجب ولعلّ أكبر دليل على ذلك مرحلة سقوط نظام الاستبداد وتماسك الدّولة بواسطة دعامتها الرّئيسيّة المؤسسة الإداريّة. ولئن كنّا نُحيّي حُماة المؤسّسة بمختلف درجاتهم وأصنافهم ومواقعهم على وقوفهم في سبيل بقاء الدّولة رغم دوّامة التّجاذبات السياسيّة منذ 14 جانفي فإنّنا ندعو الجميع إلى مزيد المراهنة على هذا المبدإ حتّى تستمرّ المؤسّسة الإداريّة في أداء مهمّاتها الرّئيسيّة ممثّلة في خدمة الوطن والمواطن، ولا يتحقّق ذلك إلاّ بواسطة دعم إيماننا المشترك بقيمة العمل واحترامنا لواجبنا ووعينا بأنّ التزامنا بتوقيت العمل ليس تسجيلاً لحضور شكلي يفرضه القانون ولكنّه انخراط حقيقي في مرحلة بناء الوطن. نحن في مرحلة تتطلّب نظرة جديدة إلى الوقت، فقد حانت مرحلة استغلال جميع طاقاتنا لأجل الإسراع في تطوير خدماتنا وإنجاز المشاريع المعلّقة وغير المستكملة، نحن في سباق مع الزّمن، ونعتقد أنّ مستوى النّضج الذي بلغه الموظّف في تونس يمكّنه من أداء واجبه على الوجه الأكمل. لذلك فإنّنا نذكّر جميع العاملين في المؤسسات الإداريّة بضرورة الانخراط في هذه المرحلة البنّاءة التي لا ننشد من خلالها تكريس القانون فحسب ولكنّنا نأمل من خلال الوعي المشترك بأهمّيّة العمل أن نبني مستقبلا أفضل لأبنائنا الذين نسعى لأن نزرع فيهم قيمة العمل ومبدأ احترام الوقت فالشّعوب لا تتقدّم إلاّ متى قدّرت قيمة الوقت ووظّفته لأجل نماء بلدانها وخير أجيالها القادمة. والسلام سمير الرويهم والي صفاقس