ضحاياهم نساء وأصحاب محلات تجارية: ملثمون يثيرون الرعب في اريانة    إحالة رجل أعمال في مجال تصنيع القهوة ومسؤول سام على الدائرة الجنائية في قضايا فساد مالي ورفض الإفراج عنهما    غدا.. قطع الكهرباء ب3 ولايات    قرابة 144 ألف تلميذ يجتازون انطلاقا من يوم الإثنين المقبل امتحانات "البكالوريا التجريبية"    ورشة عمل دولية حول علوم المياه والبيئة يومي 15 و 16 ماي 2025 بقرطاج    دقاش: شجار ينتهي بإزهاق روح شاب ثلاثيني    "البيض غالٍ".. ترامب يدفع الأمريكيين لاستئجار الدجاج    بعد منعهم من صيد السردينة: بحّارة هذه الجهة يحتجّون.. #خبر_عاجل    البنك الوطني الفلاحي: توزيع أرباح بقيمة دينار واحد عن كل سهم بعنوان سنة 2024    الكلاسيكو: الترجي يحذر جماهيره    بداية من الثلاثاء: انقطاع مياه الشرب بهذه الضاحية من العاصمة.. #خبر_عاجل    تنويه واعتذار    تعيين مدير عام جديد على رأس "بي هاش" للتأمين    عاجل/ سرقة منزل المرزوقي: النيابة العمومية تتدخّل..    جلسة خمريّة تنتهي بجريمة قتل!!    وزير التربية يؤدي زيارة إلى معرض الكتاب بالكرم    سوسة: القبض على شخص مصنف خطير وحجز مواد مخدرة    الحج والعمرة السعودية تحذّر من التعرُّض المباشر للشمس    دراسة جديدة: الشباب يفتقر للسعادة ويفضلون الاتصال بالواقع الافتراضي    عاجل/ ضحايا المجاعة في ارتفاع: استشهاد طفلة جوعا في غزة    الحكومة الإيرانية: نخوض المفاوضات مع واشنطن لأننا لا نرغب في نزاع جديد بالمنطقة    عاجل/ البحر يلفظ جثثا في صفاقس    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    البطولة العربية للرماية بالقوس والسهم - تونس تنهي مشاركتها في المركز الخامس برصيد 9 ميداليات    جندوبة: استعدادات لانجاح الموسم السياحي    المأساة متواصلة: ولادة طفلة "بلا دماغ" في غزة!!    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    بطولة الكويت : الدولي التونسي طه ياسين الخنيسي هداف مع فريقه الكويت    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام    التلفزيون الجزائري يهاجم الإمارات ويتوعدها ب"ردّ الصاع صاعين"    الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة    افتتاح مهرجان ربيع الفنون الدّولي بالقيروان    سعيّد يُسدي تعليماته بإيجاد حلول عاجلة للمنشآت المُهمّشة    التوقعات الجوية لليوم السبت    الاستعداد لعيد الاضحى: بلاغ هام من وزارة الفلاحة.. #خبر_عاجل    ترامب ينشر صورة بزيّ بابا الفاتيكان    غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    جلسة عمل بين وزير الرياضة ورئيسي النادي البنزرتي والنادي الإفريقي    نصف نهائي كأس تونس لكرة اليد .. قمة واعدة بين النجم والساقية    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    ملكة جمال تونس 2025 تشارك في مسابقة ملكة جمال العالم بمشروع مدني بيئي وثقافي    مقارنة بالسنة الماضية: إرتفاع عدد الليالي المقضاة ب 113.7% بولاية قابس.    تعزيز مخزون السدود وتحسين موسم الحبوب والزيتون في تونس بفضل الأمطار الأخيرة    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    طقس اليوم: أجواء ربيعية دافئة وأمطار رعدية محلية    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"مهدي بن غربية" ل «التونسية»: الاستفتاء، خيانة للشعب، و«النهضة» تعتمد مبدأ الولاء في تصنيفها للدساترة الشرفاء... و لن نعترف بنتيجة المباراة المعادة بين الترجي وبني خلاد
نشر في التونسية يوم 24 - 08 - 2012

على الأطراف الحاكمة أن تعي بأن الدولة ليست مزرعة خاصة
من المفارقات أن القضاء، الذي حكم علينا ظلما بالأمس مازال متسمّرا في محكمة بنزرت
لم يكن لإسمه قبل الرابع عشر من جانفي ثقل في غير مكاتب المصرفيين وخزائنهم، ولم يكن باستطاعة الساحة السياسية والرياضية أن تقبل بموقع له في زمن صنّف فيه بين زمرة المغضوب عليهم ممن تورطوا مبكرا في مجاهرتهم بالخروج عن الطاعة، والسباحة ضد تيّار ما ترتضيه السلطة الحاكمة بأمرها، قبل أن تنجح الحناجر المجتمعة أمام مبنى الداخلية في يوم استجاب فيه القدر لصياحها المتعالي بإسقاط النظام وتجعل من مهدي بن غربية نجما لمع اسمه في الحقل الرياضي مناصفة مع حضوره المتميز داخل المشهد السياسي ممثلا في المجلس التأسيسي.
«التونسية»، التقت بن غربية في بيته على ضفاف الكرنيش، أين فضّل قضاء عطلته الصيفية على إيقاع نسمات بنزرتية خالصة، فكان هذا الحوار.
سي مهدي، دعني أعود بك الى الوراء قليلا زمن انخراطك في حركة «النهضة» ولك من العمر 16 سنة قبل ان تنسحب منها بعد 3 سنوات، ممّا سيشرّع الحديث عن إفرازات مراهقة سياسية بقدر ما كانت انتماء حقيقيا بات مشكوكا فيه من قبل الخصوم السياسيين؟
قبل الإجابة عن سؤالك، وجب التوضيح أولا ان «النهضة» كانت تضم ثلاثة تنظيمات داخلية منها التنظيم التلمذي والتنظيم الطلابي والتنظيم الترابي كما حال التصنيفات واختلاف اسمائها بين متعاطف ومنتم وهو ما ينطبق على شخصي دون الوصول الى مرحلة العضو التي كانت تتطلب أداء اليمين.
وأذكر أني كنت مشرفا على معهد بنزرت ويذكر التاريخ أن رئيس بلدية المدينة الحالي كان لي شرف ادخاله للتنظيم واستقطابه، قبل تحملي سنة 1991 معها بداية المواجهات دون ان يمسك بي رفقة عدد من زملائي لنجاحنا في اخراج من قام لاحقا بالكشف عن هوياتنا وترحيله خارج حدود الوطن.
وفي كلمة دخلت للحركة زمن كانت فيه «النهضة» «ادّخل للحبس موش وقت إلّي ولات إدخل للتأسيسي».
وكأني بإجابتك الأخيرة بصدد الرد عما ورد على لسان السيد عادل الدعداع وشكّه أصلا في دخولك السجن بسبب انتمائك السابق ل «النهضة»؟
السيد عادل الدعداع هو بالأساس زميل لي في حقل التسيير الرياضي، وأذكر أنه استشارني قبل المسك بالمقاليد الإدارية لنادي حمام الأنف بحكم اعتقاده بانتمائنا لنفس العائلة الفكرية، وللتاريخ فإنه سبق وأن طلب مني الموافقة على تأخير أحد مقابلاتنا ضد الترجي الرياضي بصفته وسيطا لأبناء باب سويقة وأظن ان رفضي قد يكون سببا في مجاهرته لحالة العداء والتهجم التي أصبح عليها كلّما نزل ضيفا على أعمدة الصحف والتي جاءت آخرها بحبر «التونسية». ما أقوله للدعداع وغيره أنني دخلت الحركة سنوات الجمر، وحين أصبحت على خلاف معها تحولت إلى معارض لها، وما يشفع لي أنني لم أدخل العمل الجمعياتي زمن بن علي عكس البعض الذين تولوا مناصب إدارية على رأس الجمعيات في فترة كانت صكوك الولاء والطاعة هي العنوان الأبرز لتأشيرة العبور إليها اعتمادا على رضا السلطة.
الشكوك طالت حتى سلامة أرصدتك البنكية من المال المشبوه، وحديث عن شراكة مع أحد الطرابلسية خصوصا وأن حصولك على جواز سفرك كان سنة 2006؟
بخصوص جواز السفر، فإن منطلق رحلة البحث عنه بدأت سنة 2000 وفي كل مرة أتلقى ردا بالرفض الى حين سنة 2006 تاريخ القبول بمطالبي المتكررة بمعدل ملف كل ثلاثة أشهر اما الحديث عن ثروة مشبوهة فهذا كلام مردود على أصحابه ممن في قلوبهم مرض، وأذكر أني سنة 2000 قمت بتربص في مجال الشحن الجوي قبل أن أعمل على تكوين أول شركة صغيرة في المجال رفقة شريك آخر، وشاءت الأقدار أن يكبر الحلم ومعه شركتنا إلى أن أصبحت الأولى في تونس في مجال اختصاصها لتتوسع دائرة المعاملات مع شركات أجنبية داخل السوق الأوروبية لإيماني بعقيدة النجاح والتفوق.
وفي كلمة أقول للمشككين هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين ولتعجّلوا بعدها بمحاسبتي، لأنه من غير المعقول ان يكون صاحب الشبهة مثلي سليط اللسان!
أثار مقطع الفيديو الذي تناقلته صفحات التواصل الاجتماعي وفيه يظهر بن غربية إزاء نوبة من الضحك عقب وصف أحد النواب تونس بجمهورية الموز الكثير من التعاليق، ألا ترى في ذلك استفزازا لهيبة الدولة؟
أولا، انا من طبعي ضحوك وأحب البسمة والنكتة، في المقابل اعتقد ان ما قاله الزميل المحترم هو ترجمة حرفية ووصف دقيق لدولة لم تعد مؤسساتها ذات قيمة، ومنها جاءت عبارة جمهورية الموز باعتبار أن الحدث المصاحب للوصف حينها كان إقالة محافظ البنك المركزي.
هل يستقيم الحديث عن هيبة غائبة للدولة؟
حاليا لا توجد هيبة للدولة وهذا أمر مفهوم إذا ما قرأنا تاريخ الثورات قراءة صحيحة، ووقفنا على ما صاحبه من حالات فوضى عارمة نحن كنا نعيش في ظل نظام ديكتاتوري حكم بالحديد والنار، لذلك فمن الطبيعي ان نشهد حين التحرر بعض التجاوزات والأهم ان لا تتواصل الى حد ينذر بالخطر.
في ذات السياق، ألا تعتقد بوصول التجاوزات حدّ الخطر، حين يتطاول البعض على رمز السيادة ممثلة في شخص الرئيس المنصف المرزوقي وان كان يحمل صفة المؤقت؟
وجب أولا التأكيد على احترام رموز الدولة ومؤسساتها، ونحن كمعارضة كنا نحارب من اجل منح الرئيس عددا من الصلوحيات المعقولة، الا ان السيد المرزوقي قبل بالمهمة على حالها واكتفى بما لديه من صلوحيات. أقول، أنه على الأطراف الحاكمة ان تفهم بأن الدولة ليست مزرعة خاصة ولا ملكا لها حتى تقع في تعيينات تعتمد منطق الولاء والمبايعة وهي مسؤولية جماعية، على ان يرتقي أداء المعارضة ولا يقتصر دورها على مجرد سبّ «النهضة» ووصفها بأشبع النعوت لأن في ذلك استحالة كسبها لتأييد الشعب.
اتهمك أحد أعضاء المكتب التنفيذي للحزب الديمقراطي التقدمي بمحاولة انقلابك على أحمد نجيب الشابي وميّة الجريبي واصفا انسحابك من الحزب بمقولة «دخّلني نخّرجك»؟
شخصيا أقدر السيد احمد نجيب الشابي ورفيقة دربه مية الجريبي ولا يسعني إلا أن احترم نضالهما في زمن خرست فيه أصوات البقية، ومقولة «دخلني نخرجك» لا تستقيم مع شخصي لسبب بسيط أنني لم أدخل منزل أحدهم حتى يقال مثل هذا الوصف والكلام، ولو كنت أسعى لاحتلال مقعد متقدم الصفوف داخل الحزب لسايرت النسق المعتمد ولما عارضت الأداء وانتقدت التوجه والخيارات.
دخولي لعالم السياسة كان بناء على قناعات مسبقة في خدمة الآخرين دون ان تكون لي مطامح أخرى.
نحن كتيار اصلاحي رشّدنا أداء المعارضة، وجاهرنا بأننا ضد كل أشكال الاستقطاب الثنائي وتقسيم البلاد الى جماعات، ننبذ العنف ونرفض التكفير ونطمح لمنع اي حزب مهما كانت نتائج استحقاقه أن يتغول في البلاد.
اتّهمت المعارضة بأنها تعيش بعقلية الاحتجاج دون نجاحها في تأدية دورها المناسب، لو توضح لنا هذه النقطة؟
من أخطاء المعارضة القائلة في رأيي ان تبنّيها للعقلية الاحتجاجية أدى بها الى السقوط في فخ الصراع الثقافي الديني، ونحن نعرف أن المواطن التونسي لو وضع في مثل هذه المعادلة سيتجه سريعا باتجاه الارتماء في أحضان كل ماهو ديني لرفضه النقاش في مسألة المعتقدات. سنوات الجمر التي عشناها برأيي كانت وراءها مسؤولية مشتركة بين نظام بن علي من جهة و «النهضة» في تبنّيها لنهج التسعينات من جهة ثانية، ما برر العصا الغليظة لأعلى هرم السلطة واعتماده الوسائل القمعية وهو ما نخشى عودته كسيناريو مشابه للأمس، والخوف كلّ الخوف من ان يكون قدرنا متأرجحا بين «النهضة» أو استبداد السلطة.
في المقابل هناك انتقادات موجهة للحكومة في تعاطيها مع الشأن السلفي في تونس؟
أعتقد أن القيمة التي تجمعنا كتونسيين هي قيمة المواطنة، لنا نفس الحقوق ونتساوى أمام القانون بقطع النظر عن قناعاتنا وأفكارنا، والمواطنة الحق تقتضي احترام بعضنا البعض، اما الحديث عن ظاهرة سلفية فهو التسييس بعينه، ومن الخطأ ان نعتمد السلفية كفزاعة بغاية الترهيب والتخويف، هم مواطنون متساوون مع اليساريين والعلمانيين وغيرهم من الطوائف الفكرية، واحترامهم واجب ما لم يتجاوزوا حدود القانون، في المقابل لو تعمدوا اسقاط أفكارهم على الشارع التونسي بالقوة فذلك يستوجب حينها تدخل الدولة.
وما رأيك في من ينتقد منح تأشيرة لحزب محسوب على التيار السلفي؟ ألا تعتقد أنّ في ذلك خطرا يهدد قادم المشهد السياسي ونسيجه المجتمعي؟
من وجهة نظري، أقول ان منح التأشيرة للأحزاب هو ظاهرة صحية، وما حصول ذلك الحزب الذي تتحدث عنه على رخصة نشاطه، إلا اعتراف ضمنيّ باحترامه لقانون الأحزاب ومنه الاعتراف بمقومات الجمهورية ونظامها.
لنأتي إلى ملف القضاء واستقلاليته خصوصا بعد الإفراج عن نقابيي صفاقس والحديث عن صفقة سياسية بين الحزب الحاكم واتحاد الشغل؟
لا يمكن بأي حال من الأحوال ان نضمن استقلالية القضاء إلا متى رفعت السلطة التنفيذية وصياتها عليه، ومتى تحمّل القاضي أيضا مسؤوليته كاملة في الذود عن علوية القانون، لأن بن علي كان يرد على خصومه في انتقاده حول الزج بمعارضيه داخل السجون بأن القضاء هو الذي قال كلمته.
في اعتقادي لا يمكن الحديث عن قضاء مستقل واصلاح الهيكل المنظم له في الوقت الذي أشاهد فيه من حكم علينا بالأمس بالسجن ظلما يمارس نشاطه العادي بمحكمة بنزرت الى غاية اليوم، شخصيا أشك في وجود رغبة صادقة من طرف الحكومة في إصلاح المنظومة القضائية، وأتساءل في آن واحد حول ترقية بعض المورطين والابقاء عليهم الا إذا كانوا ضمانة لحسن تطبيقهم للتعليمات وتنفيذها.
كيف تتابعون تحركات «نداء تونس» وعودة الدساترة للحياة السياسية كقوّة بديلة لمنافسة تغوّل حركة «النهضة»؟
بدءا، نحن نقدر الدور التاريخي الذي لعبه «سي الباجي» في عملية الانتقال الديمقراطي، اما فيما يتعلق بسؤالك فإن «نداء تونس» حزب وليد لا نعلم له الى حد الآن برنامجا واضحا ولا رؤية شاملة، ضم وجوها يسارية نضالية على غرار الطيب البكوش وغيره، أما ما عدا ذلك فلا نعرف عنه شيئا، بقي أن نشير الى أن مسألة الحديث عن قوة مستمدة من استقطابه للدساترة فيها الكثير من النظر، على اعتبار رفضنا كما حال «النهضة» ان تتغول، لا نشتهي بأن نقف أيضا على عودة النظام القديم الى الحياة ما يشكّل امتدادا لاستقطاب ثنائي لمرحلة التسعينات بينه وبين «النهضة».
«النهضة» أيضا متهمة باستقطابها لوجوه تجمعية؟
العودة الى مرحلة الاستقطاب الثنائي هي أسوأ مرحلة يمكن ان تهدد تونس، و «النهضة» بات من الواضح اعتمادها على شعار «مرحبا بالدساترة الشرفاء» وفق مفهومها الخاص المرتكز على مبدأ الولاء والمبايعة، تماما مثلما كان عليه الحال زمن بن علي، فالموالون هم وطنيون بقطع النظر عن انتماءاتهم وعقائدهم الفكرية والمعارضون هم الخونة والمناوئون ومن يتعمدون الصيد في المياه العكرة.
هل تعتقد بإمكانية وجود قوة بديلة قادرة على سحب البساط من شبح الثنائي المرتقب ممثلا في «النهضة» و«نداء تونس»؟
الحل عندي في اتحاد الشرفاء والمناضلين الحق ونسيانهم لخلافاتهم الحزبية الضيقة مقابل تقديم مشروع وطني موحد، ونحن كتيار إصلاحي في الحزب التقدمي سندعو شهر ديسمبر لقيام التفاف يضم جميع الأطراف الرامية لخدمة البلاد.
المنظومة الدستورية التي قامت على أساس الحزب الواحد والفكر الواحد عادت اليوم بشعار يبطن بين طياته رسالة أن لا خلاص لتونس إلاّ برجوعنا الى مسرح الأحداث السياسية وكأن هناك اقرارا بفشل الثورة وإذا ما نجحت الأطراف المعنية في الترويج للفكرة فإن «الترويكا» وعلى رأسها حركة «النهضة» هي من تتحمل مسؤوليتها كاملة بالنظر لأدائها الحكومي المتذبذب وسقوطها في فخ استقطاب الوجوه التجمعية ممن قبلوا بالولاء لها.
برأيك، أيّ النظم أنسب للحكم في تونس مستقبلا؟
قطعا هو النظام الرئاسي المعدل، بمعنى النظام البرلماني المزدوج، لقد عشنا تجربة لسلطة الرأس الواحد، واليوم حين نعاود الاستئناس بنفس المشروع مع اختلاف التسمية مثل رئاسة الحكومة فتلك الطامة الكبرى.
نحن نفضل ان تكون سلطة برأسين، لأن الحزب هو من سيتكفل باختيار رئيس الحكومة، في المقابل الشعب هو من سيختار الرئيس حتى وان كان من نفس الحزب، بمعنى امتلاكه لتفويض شعبي اعمق وأوسع شأنا من التفويض الحزبي وبذلك نضمن تكافؤ القوى.
في المقابل تتجه السلطة لاعتماد النظام البرلماني، وإذا ما لم نتفق في النهاية ودخلنا نهج الاستفتاء فمعناه ان النخبة السياسية لا تستحق ان تسوس الشعب التونسي وعليه ان يلفظها وحتى أن يحاكمها.
لنأتي إلى ملف صياغة الدستور وتأكيدات بن جعفر على تاريخ 23 أكتوبر كآخر أجل للانتهاء من كتابته؟
أعتقد ان السيد مصطفى بن جعفر حين تبنى هذا التاريخ لم يستشر أحدا من المعنيين، خصوصا وأن المسودة تتطلب لوحدها ما لا يقل عن شهر آخر يضاف إليها المدة التي ستستغرقها في النقاش وعليه فشهر مارس هو الأقرب منطقيا إذا ما وضعنا مقدار التوافق داخل المجلس بوجود رغبة حقيقية من كافة الطيف السياسي بتجاوز بعض الإشكالات.
كثر الحديث في المدة القليلة الماضية عن مسألة التعويضات بين مؤيد ومعارض خصوصا من منطلق الأرقام الخيالية المسرّبة، فكيف تنظرون إلى المسألة؟
شخصيا أعترف بداية أنني استرجعت كامل حقوقي بعد تاريخ الرابع عشر من جانفي، بل ورفعت قضية ضد الدولة التونسية مطالبا بالتعويض الرمزي، دون الحاجة الى الحديث عن تنازلي المستمر عن الجرايات الشهرية المعتمدة في المجلس التأسيسي لفائدة عدد من الجمعيات دون أن يدخل مليم منها لجيبي الخاص، ومع ذلك وبرغم اختلافي مع «النهضة»، فإنه وجب الاقرار بمعاناة ضحايا الفكر في تونس ومن الضروري أن تعتذر الدولة لهم، ولا ضر من اعتماد نهج التعويض المادي خصوصا لمن شُرّدت عائلاتهم وقطعت أرزاقهم، لذلك أنا مع مبدأ التعويضات مع احترام امكانيات الدولة ومن غير المعقول أن تُسيّس بعض الأطراف المحسوبة على المعارضة المسألة.
بعيدا عن السياسية، كيف تقرأ مطالبة والدة السبّاح الملّولي السلطات منح جواز سفر ديبلوماسي لابنها؟
جواز السفر الديبلوماسي هو جواز سفر يمنح للشخصيات الرسمية كتوصية من الدولة لمعاملة حامله بشيء من اللطف والتقدير.
شخصيا أقدر ما أنجزه أسامة عند رفعه للراية الوطنية، ويعتبر من وجهة نظري من القلة التي تفتخر بهم بلادنا، والوطن الذي لا يكرّم أبطاله ورجاله لا يستطيع أن يضمن له مكانا بين الدول المتقدمة.
النادي البنزرتي تحول بقدرة قادر في نسخته المصاحبة لزمن بن غربيّة الى فريق ألقاب، بعد أن كان فريقا يكابد الصراع من أجل البقاء، فما سرّ النقلة السريعة برأيك؟
التوفيق يبقى أولا للّه وحده، والسرّ الوحيد يكمن في اتقاني رفقة الفريق العامل معي لأبجدّيات التسيير الاداري والتاريخ يشهد انني نجحت في تحويل شركة صغرى الى واحدة من أكبر شركات الشحن في تونس.
جئت الى النادي البنزرتي بشعار «الفلوس تجيب الفلوس ومنها النتائج» وتعاملت مع محيطي بعقلية احترافية شاركني فيها كل من سمير يعقوب وسامي بلكاهية وأمير الجزيري ولمجد بلكاهية الذين أشكرهم بالمناسبة.
في المقابل يخشى البعض من بنزرتي ما بعد نسخة بن غربية على اعتبار افتقار الجهة لمن يستطيع مجاراة النسق المادي الجديد الذي أرسيت دعائمه في الفريق؟
البنزرتي سبق له وأن لعب مواسم استثنائية راهن خلالها على الألقاب، بقي أن مفهوم جمعية كبيرة يتطلب الاستمرارية في النتائج وهو ما نسعى لتحقيقه خصوصا وأن قانون الاحتراف الحالي يمنع اعتماد مبدأ الاكتتاب والتمويل الذاتي وبما أن بطولتنا عاجزة عن توفير السيولة اللازمة، فإن البديل يصبح في المسابقات القارية والاستثمار في لاعبين ذوي مهارات وأسماء كبيرة.
حين أمسكت بالمقاليد الادارية كان سلم الأجوار في حدود 33 ألف دينار واليوم أصبح 100 ألف دينار ومع ذلك فإننا نجحنا في انعاش خزينة النادي بموارد مالية محترمة، في المقابل أعمل جاهدا على القضاء على عقلية الضحية التي سكنتنا طويلا وهذا ما بدأنا في تفعيله تمهيدا لمن سيأتي بعدنا.
تحدثت عن عقلية الضحية، في المقابل لمسناها من خلال تصريحاتكم كمسؤولين؟
نحن قلنا إننا نرفض التعامل معنا بعقلية العبيد ولا نقبل بمنطق المؤامرة، ناهيك وأن بطولتنا أصبحت تلعب داخل الغرف المغلقة، لذلك رأينا لزاما أن ندافع عن حقوقنا ونعلن استمرارنا في اعتماد الترتيب الأخير للبطولة قبل توقف نشاطها وعدم اعترافنا بنتيجة المباراة المعادة بين الترجي وبني خلاد. وفي كلمة أنا لا أحسن لغة الخشب إذا ما رأى غيري في المواجهة التي جمعتني برياض بنور تطاولا على رئيس الترجي.
ألازلتم مصرّين على موقفكم بحلّ «الكناس»؟
نحن سنواصل تحرّكاتنا من أجل حلّ «الكناس» وقد وجدنا تعاونا مع بقية الفرق وتعاطفا من الجامعة وحتى من السيد وزير الرياضة، لأن قرارها الأخير باعادة مباراة النجم الخلادي والترجي يُعدّ سابقة في تاريخ تونس، اعتبارا لاحتوائه على تعليلين اثنين بينهما موقف القاضي فريد النصري الرافض للاعادة.
علما وأن الظروف التي صاحبت نشأة هيئة التحكيم الرياضي يعرفها القاصي والداني.
تحدث البعض عن اقالة محمود الورتاني وليست استقالة، فهل لنا أن نعرض الحقيقة؟
ببساطة مهمة السيد محمود الورتاني انتهت على رأس الادارة الرياضية للبنزرتي ورأينا أن نفترق بالتراضي لانعدام دواعي المواصلة مع تقديرنا لمحمود الذي سيبقى ابن النادي البار شأنه شأن يوسف الزواوي والعربي الزواوي وحتى المختار التليلي.
انتداب مروان بريّك هل يمهد لرحيل وشيك لفاروق بن مصطفى في ديسمبر المقبل باتجاه قلعة الأفارقة؟
الفريق الراغب في اللعب على أكثر من واجهة يتطلب على الأقل توفر 3 حراس مرمى، وحين رأينا أن علي العيادي لايزال غير مؤهل لضمان مكان له في الفريق قمنا بتسريحه مقابل الاختيار على مروان بريك الذي يعني قدومه ترتيب رحيل بن مصطفى.
بقي الاشارة إلى أن النادي البنزرتي سيبقي فقط على من يرغب في المواصلة معه بقطع النظر عن الأسماء ومن شاء المغادرة فلن نمنعه والمركب ستظل على سيرها. في المقابل نسعى الى تصدير لاعبينا الى خارج حدود الوطن وإن كان بأقل العائدات حتى يتحول قرش الشمال الى قنطرة عبور نحو أوروبا.
البعض نسب تنظيم لقاء البنزرتي بأنتر ميلان إلى سليم الرياحي؟
الرياحي تربطني به علاقات طيبة كغيره من باقي رؤساء الأندية، وليس لديه أية علاقة بتنظيم المقابلة التي أردنا من خلالها أن نغرس ثقافة أخرى في ذهن لاعبينا تقطع مع الخشية من مواجهة ما يسمّون بكبار المشهد الرياضي التونسي.
كانت لنا اتصالات بالشركة المنظمة وخيرنا أن نرتب للأمر في كنف السرية وهو ما تمّ.
كيف عشتم أحداث سوسة، وما صاحبها من تداعيات التمسك بمواصلة اللعب دون جمهور؟
بداية أسجل تضامني المطلق مع الجمعيتين وكافة الأطراف المتضرّرة من أمن وجمهور وأقول إن عقلية العقاب الجماعي جرّاء ما تأتيه فئة قليلة من شغب هي المشكل الرئيسي في التعامل مع الأحداث، ومن غير المعقول أن تتحمل باقي الجماهير الملتزمة وزر أخرى خارجة على القانون!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.