تتابع الجمعيّة التونسيّة لأئمة المساجد بانشغال بالغ تطورات انتشار فيروس كورونا، وتحوله إلى وباء سريع الانتشار. ونظرا لما تعيشه بلادنا والعالم كله من خوف حقيقي من سرعة تفشي هذا الوباء الذي عمّت بلواه، ولم يعرف له علاج بعد، فقد يكون الإنسان حاملا للفيروس وهو لا يعلم، ولمّا كان من لطف الله تعالى بعباده أنّ جعل ديننا يسرا ورفع عنا الحرج في التكاليف الشرعية وجعل من أهم مقاصد الشرع حفظ النفس، حتى أن بعض الأصوليين عدّه مقدّما على حفظ الدين. وبناء على ما ثبت من أدلة شرعية قطعية في ورودها ودلالتها من ذلك وما ورد: * في الصحيحين عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه واذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه”. يقصد الوباء تجنبا لانتشاره. * عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ عنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إذَا سمِعْتُمْ الطَّاعُونَ بِأَرْضٍ، فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإذَا وقَعَ بِأَرْضٍ، وَأَنْتُمْ فِيهَا، فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا” متفقٌ عليهِ. * وما جاء عن حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في صحيحي البخاري ومسلم من أنه قال لمؤذنه في يوم مطير: “اذا قلت أشهد أن محمدا رسول الله فلا تقل حي على الصلاة. قل صلوا في بيوتكم، فكأن الناس استنكروا، قال: فعله من هو خير مني، إن الجمعة عزمة وإني كرهت أن أخرجكم فتمشون في الطين والدحض”. * وما اخرجه أبو داود في سننه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم “من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذرا، قالوا وما العذر؟ قال خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى”. * فإن الجمعيّة التونسيّة لأئمة المساجد ترى جواز ترك صلاة الجمعة والجماعة في المساجد حفظا على أرواح الناس ووقاية لهم وحدّا من انتشار العدوى التي تعمّ بها البلوى. * كما ندعو سلطة الاشراف إلى عدم اغلاق المساجد والاقتصار فيها على رفع الأذان والصلاة بعده مباشرة اقتصارا على المؤذن ومن معه من الإطار المسجدي ولو واحدا واصدار منشور واضح في الغرض يعلق في المساجد. * نؤكد ضرورة الحزم في منع التجمعات في مواضع أخرى وإلزام القادمين من بؤر الوباء بالحجر الصحي ولو بحكم قضائي. والله نسأل أن يحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين والإنسانية كلها من هذا الوباء و أن يرفع عنا البلاء إنه قريب سميع النداء. عن الهيئة المديرة