الحكومة مطالبة بإبرام اكبر صفقة في التاريخ وذلك بتوريد أضخم كمّية من الحبوب المهدّئة وتوزيعها مجانا على الشعب المقهور … الشعب الذي لم يعد بإستطاعته ملئ قفّته حتّى بسقط المتاع وما ترفضه الحيوانات … قفّة من البطاطا " اللايثة" والطماطم " المعدوم" والبصل " المخنون" والفلفل " المذبال" تستوجب ميزانيّة خاصّة في ظلّ حكومة الثورة .. لاحظتم مثلي أنني لم اذكر الغلال ولا اللحوم بنوعيها البيضاء والحمراء ولا السمك لأنّ ذلك أصبح من الممنوعات وقد يتعرّض المواطن العادي إن قام بشرائها إلى " redressement " من الحكومة نفسها لانه تتطاول على ما ليس له حقّ فيه … مسكين بل مساكين نحن " العزوزة هازها الواد وهي تقول العام صابة " ننتظر الحوار الوطني أو الحمار الوطني كما ورد في زلات اللسان وكانه العصا السحريّة لدرجة اصبح المواطن حمارا والساسة حمّارين ويقودوننا إلى حتفنا … نعم قلنا ّخبز وماء وبن على والتجمّع لا " لأننا كنّا طامعين في البيفتاك والرفاه والحرّية والكرامة مع من إنتخبناهم عن طواعيّة ومن لم ننتخبهم ولم نرى فيهم الاهليّة لقيادة البلاد ولكنّهم إنقلبوا إلى مصارعين من اجل السلطة والحكم والجاه وليذهب الشعب إلى الجحيم … الجحيم نعيشه يوميّا ويعيشه ربّ العائلة الذي يخرج من السّوق ودمعته على وجنتيه ولكن إلى حين … إلى حين … إلى حين … والغد لناظره لقريب …