هو كل شيء إلا مستشفى فلا يمكن أن يكون كذلك…فالأخطاء الطبية الناتجة عن استهتار و عدم كفاءة فاقت كل الحدود…عديد المرضى المصابون بكسور جبرت أعضاؤهم بطريقة خاطئة فاضطرّوا لإعادة كسرها و جبرها في مستشفيات أخرى…العديد من المرضى الآخرين أعيدت لهم عمليات جراحية لاستخراج ما تبقّى داخلهم من أدوات طبّيّة و الأمر لم يعد سرّا…في قسم التوليد…ما يحدث هو اجرام حقيقي: منذ ايّام توفّيت سيّدة و هي أم لثلاثة اولاد أكبرهم في الثامنة من عمره و أصغرهم ماتت و هي ترضعه نتيجة غياب أطباء اختصاص في التوليد و الإهمال…أمّا اليوم فالمأساة تجدّد بقسم التوليد بسيدي بوزيد حيث تعرضت زوجة أخرى إلى نزيف دموي حاد أثناء الولادة وهي الآن تصارع الموت بقسم الانعاش…و قد تمّ نقل ثلاثة نساء أخريات قبلها إلى سوسة للولادة في سيّارة إسعاف واحدة نظرا لعدم وجود أطباء الاختصاص… هذه الحال في المستشفى الجهوي امّا المستشفيات المحليّة فحدّث و لا حرج…ففي بئر الحفي مثلا الأم لم يسمحوا لها أصلا بدخول سياج المستشفى بحجّة عدم وجود قابلة فولدت في الشّارع ، حقيقي ولدت سيّدة شابّة بنتا في الطّريق العام أمام مستشفى بئر الحفي .. الأدهى في الحكاية أن القابلة لم تكن موجودة لأنها كانت بقسم الإنعاش بعد محاولتها الانتحار… أما في الرقاب فطبيب النساء والتوليد فانه يعمل لحسابه الخاص بمنزله ولا ينتفع منه مستشفى الرقاب بأي منفعة صحية سوى عيادة نسائية لا تتعدى الساعتين وبعض الفحوصات بالصدى اما عن قيامه بتوليد النسوة فلا يقوم بذلك ابدا الا بمقابل مادي يستفيد من هذا المقابل جيبه الخاص وثرائه الفاحش بالرقاب يدل على ذلك وما خفي كان اعظم ونسى انه موظف عمومي يمنع عليه القيام بأعمال صلب واجبه وبالمؤسسة ويتقاضى عليها مقابل مادي في ظل غياب تام للرقابة ووزارة الإشراف فأين المجتمع المدني بالرقاب من ذلك. و لا يزال الاستهتار و الاستخفاف بأرواح البشر متواصلا…