مرّت فترة طويلة نسبيا على اندلاع الثورة والتي سمحت ببعض المظاهر الغريبة بالبروز كازدياد البنايات العشوائية واحتلال الأرصفة وحتى الطرقات وكنا نتخيل أن ذلك هو ظرفي وسيأتي اليوم الذي نتخلّص فيه من تلك المظاهر ، إلا أن ماهو حاضر هو العكس من ذلك تماما فقد اتّسعت حدّة التجاوزات خاصّة أمام غياب الاستمرارية في التدخل من المسؤولين . يوم السبت مثلا وبشكل أشبه منه بحالة الأسواق الشعبية وفي المناطق النائية (مع احترامنا لكل مناطق الخضراء) كانت ساحة باب الديوان مع مشهد اختلطت فيه السيارات الرابضة بباعة الثياب والأحذية والورد مع تواجد مستمر لموزعي الهاتف الجوال في شكل" برارك". الغريب والجديد إذن هو تحوّل ساحة باب الديوان إلى مربض للسيارات ودون أي احترام للمعلم الأثري المتمثل في السور وهذا مايهدد حق المترجلين وجمالية المدينة والسور بشكل يحق معه التساؤل ماهذا التسيب والفوضى يا بلدية صفاقس ؟ هل وصل الأمر إلى حد الاعتداء على ساحة باب الديوان بمثل ذلك الشكل ؟ هل أن تلك السيارات مرخّص لها بالمكوث في ذلك المكان أم أن الأعين لم تلاحظ ذلك ؟ ألا يكون هذا التجاوز تمهيدا لأشكال أخرى اشدّ وأتعس بكثير ؟ . ما هو مفروض الآن هو منع تلك السيارات من استغلال ذلك المكان كمحطة للوقوف ويكفيها الأمكنة الخاصة بها وألا تعتدي على ذلك الفضاء. على كل ننتظر تدخّل البلدية وتنظيف تلك الساحة التاريخية في القريب العاجل جدا .