لا يختلف عاقلان في المكانة الكبرى التي تحظى بها الرياضة في تونس و حرص السلط على اعطائها الاهمية التي تستحقها حتى يمثل الرياضيون تونس احسن تمثيل في المحافل الدولية و يرفعون العلم الوطني عاليا و لكن المتابع للشان الرياضي يلاحظ بما لا يدع للشك ان تونس ما انفكت تتجرع الخيبات الواحدة تلو الاخرى في معظم الرياضات و يتفنن اشباه اللاعبين في اللعب باعصاب الاحباء و العبث بمشاعر الجماهير و يستفزونهم استفزازا بادائهم الضعيف جدا و فتجدهم يلهثون وراء تكديس الاموال اذ يلعبون من اجل المليون لا من اجل المريول و ينعمون بالرحلات السياحية في افخم النزل و المنح و الجرايات الضخمة في وقت يقبع فيه اصحاب الشهائد العليا في المقاهي و يتخبطون في مشكل البطالة و يزداد امر حدة اذا كان العاطل عن العمل ينتمي الى عائلة فقيرة لا يجد ابسط الحاجيات الفرق شاسع في الدفاع عن الوطن الفرق شاسع بين رجال الامن الذين يضحون بارواحهم و دمائهم من اجل حماية الوطن و العباد و رفع العلم عاليا فيعملون نهارا و ليلا بينما لاعبي المنتخب الوطني و بعض لاعبي الفرق التي تمثل تونس في المحافل الدولية و بعض اللاعبين المحليين يقدمون مردودا هزيلا و يكبدون فرقهم هزائم مذلة و مخجلة و مخيبة للامال فاصبحت بعض الفرق تنصر بفضل الاحترازات لا بالفوز على الميدان و هو ما خلق بعض المشاكل و تتاججت نار الجهويات بين الفينة و اخرى في المقابلات و يتحول الملعب الى مسرح لاعمال العنف و الشغف فينجر عن ذلك اصابات و جروح و تسيل دماء الابرياء و تبكي العائلات و تتالم و تتوجع جراء ارتوائها من كاس الحنظل الذي سقته لنا الكرة غضبا عنها في بلادنا فاين الاخاء و اين المحبة و اين التضامن في وقت ترتبط بعض العائلات من جهات مختلفة بعلاقات مصاهرة من هذه الارض الطيبة ؟ فهل تحولت رياضة كرة القدم الى وحش يهدد سلامة اللاعبين و المسؤولين و الجماهير و ينذرها بعواقب وخيمة تهدد حياتهم و تحيلهم على المستشفيات و المصحات ؟ فهل تحولت الكرة من متنفس للبعض و هواية للترويح عن النفس الى كابوس مرعب و مخيف ؟ نقطة استفهام و تعجب الم يحن بعد الوقت الى وضع حد للنشاط الرياضي و استغلال المال العام فيما ينفع البلاد و العباد و كفا الاندية و المنتخب استنزافا للعملة الصعبة بجلب اللاعبين ومدربين اجانب و افارقة بملايين الدنانير و استعمال المال العام لتحقيق التنمية و العناية بالفئات الفقيرة و المعوزة و الاهتمام بالبنية التحتية و تطويرها نظرا لاهميتها في تحقيق النهضة الاقتصادية باعتبار ان صفاقس مثلا ظلت نسيا منسيا لسنوات طوال و معظم طرقاتها متصدعة و متشققة و تشكو من مشكل تصريف مياه الامطار و توفير كل اللوازم العصرية الضرورية و كل التجهيزات التي تساعد و تسهل عمل اعوان الامن و ايلاء المصلحة العامة الاهمية التي تستحقها في شتى مجالات الحياة خدمة للوطن و المواطنين ؟