يحتفل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اليوم الأحد، بعيد ميلاده السابع والسبعين، لكن الأجواء لا تبدو احتفالية بالشكل الكافي حيث رفع في وجهه متظاهرون شعارات من قبيل "إرحل"، و"لا لعهدة رابعة"، و"بركات" وتعني "كفاية". ميدانياً، فرضت قوات الشرطة الجزائرية طوقا أمنيا على ساحة "موريس أودان" بسوط العاصمة، وما إن بدأت الشعارات الرافضة لترشح بوتفليقة لولاية رابعة حتى انقضت قوات الأمن على المتظاهرين، واعتقلت منهم 100 شخص على الأقل، تم إبعادهم عن مكان التجمع والإفراج عنهم حتى بدون تحرير محاضر سماع لهم كما جرت العادة. وقدر مراقبون أن الحركة الاحتجاجية التي قام بها أمس السبت ناشطون وصحفيون ومحامون، أعطت زخما للشارع الذي يترقب انتخابات الرئاسة الجزائرية المقررة يوم 17 أبريل المقبل. وفي هذا السياق، قال الصحفي المتخصص في الشؤون المغاربية رمضان بلعمري، لقناة "الحدث"، إن "الشارع في الجزائر رفض ترشح بوتفليقة لسبب رئيسي وهو وضعه الصحي المتردي، ولو كان بوتفليقة محتفظا بلياقته السابقة ربما لكانت الاحتجاجات أخف". ولفت بلعمري إلى أن "الشارع يشعر بنوع من الاستغفال السياسي حيث يتم ترشيح رئيس لم يتحدث مع الشعب منذ 20 شهرا على الأقل، وهم لا يعرفون حقيقة وضعه الصحي"، مشيراً إلى أن "هناك عدة بدائل للرئيس بوتفليقة جاهزة، بينهم علي بن فليس وعبد العزيز بلخادم ومولود حمروش، وكلهم ينتمون إلى الحزب الحاكم، إضافة إلى أحمد أويحيى الذي ينتمي إلى حزب رديف للحزب الحاكم". صحف: شقيقة بوتفليقة ترفض ترشحه ومن جهته، قال مراسل "العربية" في الجزائر، أحمد حرز الله إن مواقع التواصل تتحدث عن الاستمرار في حشد الشارع إلى غاية تحقيق المطالب. ونقل أحد الصحفيين على صفحته، قوله إن "صناع القرار يحضرون لتطبيق المادة 88 من دستور الجزائر التي تعلن عجز الرئيس بوتفليقة صحيا، وبالتالي إعلان انتخابات مسبقة". بينما قالت صحف أخرى، حسب مراسل "العربية"، إن "شقيقة الرئيس بوتفليقة تعارض ترشحه لولاية رابعة رفقا بحالته الصحية، لكن شقيقها السعيد بوتفليقة يقف في الجهة المعارضة للفكرة". وتعليقا على حراك الشارع، قال الصادق بوقطاية، القيادي في الحزب الحاكم لقناة "الحدث" إن " ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة يحظى بدعم جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، و30 حزبا آخر، كما تمكن أنصار بوتفليقة من جمع مليون توقيع ويتوقع أن يصلوا إلى 3 ملايين في وقت قصير. ووصف بوقطاية حراك الشارع بأنه "وقفة احتجاجية في سياق التعبير عن آراء سياسية، وهذا حق مشروع، وعلى من يرفضون بوتفليقة أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع". أما المعارض الجزائري أنور مالك، فقد تحدث من مدينة "نيس" الفرنسية، لقناة "الحدث" ليوضح أن "قوات الشرطة قمعت مظاهرة واعتقلت ناشطين، وهذا قمع لحرية التعبير والرأي"، مشيرا إلى أن " الجهة الوحيدة التي تعرف حقيقة الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة هي مستشفى فال دوغراس العسكري في فرنسا". وشددت الناشطة الاجتماعية، الطبيبة بوراوي أميرة، وهي واحدة من الذي دعوا للاحتجاج أمس السبت، على "الاستمرار في التعبئة حتى يتم منع الرئيس بوتفليقة من الترشح"، معتبرة أن "مقربين من بوتفليقة يستغلون وضعه الصحي لمزيد من النهب والفساد".