غالبا ما تكون صفاقس قبلة للسياسيين لعقد إجتماعاتهم بالمدينة نظرا لما تتمتّع به من كثافة سكّانيّة تمثّل ثقلا إنتخابيّا يكون دائما هو الفيصل والحكم في نجاح حزب دون آخر ويبدو ان الحرب الإنتخابيّة انطلقت منذ مدّة بدا عشّاق الكراسي يخطبون ودّ الصفاقسيّة ويختارون خطبهم وكلماتهم وتصريحاتهم بما يتماشى ومشاغل المواطن وهذا ما سمعه الصفاقسيّة على مدار أكثر من خمسة عقود فقبلهم كان التجمّع المقبور والمترشّح الاوحد والوحيد يقدّم الوعود والأحلام رغم انه لم يكن في حاجة إلى ذلك لانّ النتائج كانت محسومة مسبقا لغياب المنافس ببساطة وعمليّات التدليس الممنهجة مما جعل ظاهرة إستبلاه الناخبين تتفاقم ويزداد معها تهميش المدينة والإمعان في ذلك لاسباب يعرفها الجميع واليوم ستركب جميع الاحزاب على هذه الإسطوانة المشروخة وسيقدمون انفسهم كمنقذين وفرسان العدل والمساواة وإعادة حقوق الصفاقسيّة ونسوا ان كل صفاقس أيقنت أن ذلك لن يكون إلا إمتدادا لسياسة قديمة خبروها وعرفوها وإكتووا بنارها وفقدوا الثقة في السياسة والسياسيين ووعودهم التي لن تكون إلا بمثابة الطعم … إبحثوا عن طرق اخرى تبني أوصر الثقة مع الناخب وثقوا ان ثورة حدثت في البلاد وفي عقليّة الصفاقسيّة ولن تحصلوا على اصواتهم إلا متى إقتنعوا بجدّيتكم وحرصكم على إعادة ما سرق من الولاية وإلا فإنهم سيقاطعون الإنتخابات ويهجرون إجتماعاتكم الخطابية الفارغة