بصراحة وبكلّ موضوعية أثبت الأيام التي عقبت الثورة في تونس أنّ البعض مناّ مازال بعيدا عن الفكر الثوري والوعي الوطني وحبّ الآخر ونُكران الذات في كلّ المجالات ولعل أبرز مثال يبقى حركة المرور التي تجمع يوميا آلاف من مستعملي الطريق وأثناء غياب الأمن بعد الثورة عبث البعض بقواعد المرور وهددّوا حياة الناس بل أن البعض توفي نتيجة عبث سائق لم يحترم القانون واخترق الإشارة الضوئية الحمراء واليوم يعود أعوان المرور بقوةّ في صفاقس ونحن مع هذه العودة حتى يعود القانون ويقع ردع مخالفي القانون الذين يُعرضون حياة المواطن للخطر ثمّ إذا لمتهم على تهورهم تسمع منهم أقبح الكلام ومع عودة شرطة المرور خاصة أصحاب الدراجة النارية المتحركة التي صارت ترصد مخترقي الضوء الأحمر وتقوم بمخالفتهم على عين المكان نلاحظ أنّ المواطن ينتظر كذلك صيانة إشارات المرور التي تحطمت منذ أشهر ولم تعد لتعمل بصفة طبيعية حتى يكون مقتنعا بالعقاب إذا ما تمتّ مخالفته من قبل الشرطي الذي كذلك نهمس في أذنه لنقول له لابدّ من القطع مع أساليب الماضي في التعامل مع المواطن خاصة في مباغتته أو الاختفاء وراء شجرة ثم إيقافه إذا خالف قواعد المرور إذ أرى من الأحسن أن يكون عون المرور بارزا للعيان وليس كمن نصب كمين لآخر وينتظره في الدُورة كما نقول في لهجتنا الدارجة