لم تعد المعدات وبرامج المنظومة المعلوماتية لشركة " البروموسبور" تخضع منذ سنوات للصيانة من قبل المزوّد وأصبحت مهددة كل يوم بالتوقف عن العمل، وليس من باب التضخيم والمغالاة القول أن الإبقاء على هذه التجهيزات بحالة عمل في ظروف طبيعية ومستمرة تعتبر معجزة يومية يحققها فنيّو شركة " البروموسبور ". لذا وجدت الشركة نفسها أمام حتمية التعاقد مع شريك جديد يؤمن لها تطوير معداتها وبالتالي تحسين خدماتها ومردوديتها مما يفسر طلب العروض الدولي الذي أطقته في هذا الغرض طبقا لقوانين الصفقات. طلبات عروض متعاقبة بعد طلب عروض أول أطلق في نوفمبر 2012، أطلقت شركة " البروموسبور " طلب عروض ثان في فيفري 2013 ( إثر إدخالها لإصلاحات على النسخة الأولى التي لاح عليها بعض الضعف ) وذلك لاستبدال بنيتها التحتية في مجال المعلوماتية واكتساب خدمات الصيانة الضرورية. وقد شاركت في طلب العروض الدولي هذا شركتأن من أمريكا الشمالية وشركة يونانية ومجمّع فرنسي-ايطالي ومجمّع تونسي. فوز المجمع التونسي بالمناقصة بعد فرز العروض ودراسة تفاصيلها الفنية والإدارية والمالية، بعثت إدارة " البروموسبور " في شهر فيفري 2014 بنتائج الفرز وتوصياتها للجنة الوطنية للصفقات العمومية، وجاء في المراسلة أن المجمّع التونسي هو الذي قدم العرض المالي الأفضل واستجاب لجميع الشروط الإدارية والمالية والفنية لطلب العروض وهو الذي فاز بالتالي بالمناقصة. كما تم كذلك، وطبقا لكراس الشروط الخاص بطلب العروض والصادر عن شركة " البروموسبور" ، مطالبة المجمّع التونسي بالتجسيد الفعلي لعملية تنفيذ ما جاء في طلب العروض وإثبات تطابق وظائف منظومته مع ما تطلبه " البروموسبور". وعلى إثر عملية التجسيد هذه صادق المراقبون المحلّفون على كل المعايير التي تضمنتها اختبارات التجسيد وعددها 26 لتتجمع بذلك مع العرض المالي الأفضل وتوفر جميع الضمانات البنكية وكل الوثائق الادارية اللازمة والمصادقة كل العناصر لمنح الصفقة للمجمّع التونسي وبالتالي تمكين شركة " البروموسبور" من ضمان مستقبلها. تقديم المجمع التونسي يضم المجمّع التونسي الشركات التالية: – GET WIRELESS أبرز فاعل تونسي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال. – المركز الوطني للإعلامية وهي مؤسسة عمومية ذات صبغة غير إدارية تتمتع بالشخصية المدنية والإستقلالية المالية ومن أبرز مهامها تعهد نظم المعلومات والتطبيقات خاصة فيما يتعلق بتركيز وإيواء ومعالجة المنظومات ووضع وتركيز الإدارة الإلكترونية والقيام بدور صاحب منشأ مفوّض وتحديد واقتراح المناهج والمقاييس الهندسية والتقنية ومساعدة المستعملين. – LudWin تونس وهو مزود منتوجات وتكنولوجيات وخدمات لمشغلي الرهان الرياضي تحت مراقبة الدولة. لماذا توقفت الصفقة إلى حد الآن ومنع المجمع التونسي من الإنطلاق في عمله؟ طبقا لنتيجة فرز العروض ونجاح عملية التجسيد كان من المفروض أن يكون المجمع التونسي قد انطلق في عمله منذ شهرين على الأقل ووفر مواطن شغل جديدة لإطارات تونسية طبقا لبرنامجه ودعم مداخيل شركة " البرومسبور " وبالتالي الرياضة التونسية ككل، لكن لم يحصل هذا والسبب نية اللجنة العليا للصفقات إلغاء نتائج طلب العروض التي أفرزت تفوقا قانونيا للمجمع التونسي والإعلان عن طلب عروض جديد هو الثالث في هذا الملف الذي يتمطط ضد مصلحة ديمومة شركة " البرومسبور " والرياضة التونسية والإقتصاد الوطني والقضاء ولو نسبيا على البطالة. وفي حالة ثبوت هذا التوجّه أي إعادة طلب العروض فإن دافع الضرائب التونسي يصبح من حقه معرفة الإجابة عن سبب قرار اللجنة الوطنية للصفقات العمومية المخالف لتوصيات البروموسبور وبالتالي سبب تعطيل عملية منح صفقة شفافة ومستجيبة للشروط والقوانين للفائز بها ؟ ويأتي هذا القرار الغريب في الوقت الذي تحتاج فيه تونس إلى تجميع كل قواها الحيّة وتشجيعها على المشاركة في إصلاح الوضع الاقتصادي والاجتماعي وهو ما سيؤمنه المجمع التونسي لأن طلب العروض الجديد يعد مضيعة للوقت وخسارة كبرى لمردودية شركة " البرومسبور " وتطوير مداخيلها . اختيار اللجنة الوطنية توسيع طلب العروض يمكن أن يكون أمرا جيّدا في حالة عدم تعارضه مع منح الصفقات العمومية التونسية وفي حالة عدم تسببه في أضرار للتمويل والتنمية الرياضية في تونس وكذلك وهذا هو الأهم في حالة عدم تخالفه وتوجه خلق فرص الشغل والإستثمار ، ثم إن الوقوف في وجه مجمع تونسي يعد إضرار بالمؤسسات الوطنية التي يبقى الاقتصاد الوطني في حاجة أكيدة لها في هذا الظرف الصعب الذي تمر به بلادنا. 3000 موطن شغل و2000 مليار في 10 سنوات ما الذي كان سيمنحه ويضيفه المجمع التونسي لاقتصاد بلدنا العزيز في حالة انطلاقه في مهامه طبقا لطلب العروض الذي فاز به حسب نتائج شركة " البرومسبور " ؟ هذا هو السؤال الأهم الذي يهم المواطن التونسي، وفي هذا الصدد نؤكد أن المجمع التونسي سيوفر على امتداد عشر سنوات 3000 موطن شعل موزعة على كامل ولايات الجمهورية وعائدات تقدر ب 2000 مليار. والسؤال المطروح هنا هو هل لا تعتبر هذه الأرقام مكسبا مهما للإقتصاد الوطني في هذه الفترة الحرجة التي تعرفها بلادنا؟ الذهول والإحباط: الشعور المسيطر حاليا على المجمع في الوقت الذي تحتاج فيه تونس إلى خلق أكثر ما يمكن من فرص ومواطن الشغل وتشجيع مؤسساتها الوطنية وتجميع كل القوى الحية لدفعها للمساهمة في النهوض بالوضع الاقتصادي والاجتماعي، وجد المجمع التونسي ومن خلفه المواطن التونسي نفسه في حالة ذهول من قرار اللجنة الوطنية للصفقات الذي يبدو أنه يذهب عكس توصيات شركة البروموسبور التي رأت في عرض المجمع التونسي استجابة لكل الشروط وفرصة لتنمية الرياضة في بلادنا وبالتالي اقتصادنا ككل من تمويل وشغل. وهنا لا بد من التساؤل عن مبررّات مثل هذه القرارات التي تضرب مؤسسات وطنية تبيض ذهبا ؟