إن بناء الأوطان وتدبير أمورها وإنشاء الأنظمة القوية والنهوض بالاقتصاد وأشياء كثيرة مرتبطة أشد الارتباط بالقرارات والتعامل الناجح الذي يبديه المسؤول الأول عن البلد لذلك لن ولم ولا ينهض أي وطن دون قرارات قويه وحازمه منها الحكيمة ومنها الرادعة ومنها ما تعكس قوة وهيبة الحكم دون ظلم أو مجاملة لأحد سواء داخل الدولة أو خارجها إن ما تمر به تونس هي نقطة تحول إما إلى الأسوء أو إلى ما يتوقه الكثير من أحرار هذا الشعب المغلوبين على أمرهم والحالمين بوطن تملؤه الحرية والعدل وسمو الفكر والأدب والتعايش السلمي بين كل مكوّناته وإذا أردنا أن نكون منصفين وحياديين في هذا الطرح وأخذنا طبعا بالمتغيرات الوطنية والإقلمية والدولية لابد أن نذكّر رئيس الحكومة بعد مائة يوم من تسلّمه المسؤولية ، أن هناك دولة ، وهناك ثورة قامت لتحفظ حقوق الناس في هذه الدولة التي أصبحت مطعونة بغدر الكثيرين ومنهوبة بجيوب النافذين ، فها نحن نراها اليوم مقسومة كتركات بين أحزاب وجماعات ومنظمات لا ندري هل هي فعلا مدعومة من الخارج لتدمير هذا الوطن أم أنها منخورة من داخله كي تطبق أفكارا مستوردة عقيمة لا همّ لها إلا كيف تسيطر وتبسط عقيدتها على الكل هذه رسالة إلى رئيس الحكومة المسؤول الأول والأخير على ما يجري في هذا البلد وما سيشهده من بعد ، بسبب قرارات كنّا نتمناها وننتظرها كي يوحّد بقوة الرأي والقرار وبقوة الحوار الوطني لا المحاباة والمجاملة وبقوة الشعب الذي رحّب واستبشر به ، لا بقوة الشخصيات النافذة أو الزعامات التي لا همّ لها إلاّ كيف تأخذ ولا تعطي شيئا قراراتك سيدي رئيس الحكومة هي أساس تجاوز البلد للمرحلة الانتقالية وخروجه أو دخوله من أو في النفق المظلم فيما تخفيه الأيام القادمة ، فكن واثقا بما تصنع فلا خير بحوارٍ في وطن أمنُه ممزق والسكوتُ عن كل التجاوزات والإخلالات فيه يكاد يصبح مدوّنة سلوك متوارثة إن الوطن بحاجة إلى قرارات حاسمه مترجّلة تعمل على توحيد كلّ مؤسساته وإخلائها من كل الحالمين بأحلام الأحقيّة والجدارة الواهمة لكي تنتزع الوطن من البقية الباقية خارج نطاق الدولة التي قد ترى أن لها دولةً فيها دون الدولة التي ننتمي إليها ، فالثبات واجب كي تُخرج الوطن من دائرته الضيّقة ، وبدون ذلك لن يكتب لك اسم ولا تاريخ ، لأن الأيادي المرتعشة لا تبني وطنا … تنويه: كل ما ينشر في ركن الراي الآخر لا يلزم إلا كاتبه