إن المرصد التونسي لاستقلال القضاء، وهو يتابع مع الشعب التونسي تداعيات العملية الارهابية التي استهدفت مساء الاربعاء 16 جويلية 2014 في شهر رمضان المعظم نقطتي مراقبة تابعتين للجيش الوطني بمنطقة هنشير التلة بجبل الشعانبي والتي أدّت حسب حصيلة أولية رسمية الى استشهاد 14 فردا وجرح حوالي 23 من العسكريين واختفاء أحد الجنود المتطوعين. وإذ يستعيد كذلك ما جدّ في نفس المكان في شهر رمضان الفارط بتاريخ 29 جويلية 2013 من اعتداءات ارهابية استهدفت الجيش التونسي وأدت الى استشهاد 9 جنود وإصابة 3 وما رافق ذلك من تمثيل غير مسبوق بالجثث وقطع الرؤوس. وإذ يذكّر بالعملية الارهابية التي جدّت في 27 ماي 2014 مستهدفة منزل وزير الداخلية وما خلّفته من استشهاد اربعة اعوان امن وجرح عون آخر: أولا – يجدّد وقوفه – في هذه الأوقات الحزينة – مع كافة المواطنين ويعبّرعن إكباره للتضحيات التي دفعها شهداؤنا وجرحانا أداء لواجبهم وفداء للوطن. ثانيا – يتوجه بأحر التعازي الى الجيش الوطني وعموم الشعب التونسي ويعبّر عن أصدق مشاعر الأسى والحسرة لفقدان شهدائنا الكرام ويرجو لجرحانا شفاء عاجلا. ثالثا – يعزّي أهالي الشهداء : وسام العكايشي وأسامة شقرون وفيصل الطرشي وصبري معلاوي ومحمد الذوادي ومسعود بوراوي وعصام العليبي وزاكي السعيداني وقيس بوعلاقي وناجي الهمامي وياسين الغويلي واحمد حمادي وشوقي الكيلاني وعاطف الشايب، ويسأل الله أن يتقبلهم من شهدائه الأبرار وأن يخفف الآلام عن أحبائهم وأهاليهم. رابعا – يلاحظ تواتر العمليّات الارهابية والضغوطات المتلاحقة على القوات الامنية والعسكرية التي تكبّدت في ظرف شهرين استشهاد 18 عنصرا مع اعتبار العدد الكبير غير المسبوق من الشهداء والخسائر الفادحة الذي خلفته العملية الأخيرة. خامسا – يعتبر أن تنفيذ العملية الجديدة في ظروف مشابهة – زمانا ومكانا – للاعتداء الحاصل يوم 29 جويلية 2013 يفتح الباب للتساؤلات المشروعة حول الإخلالات الأمنية والاستخباراتية في منطقة المواجهات العسكرية. سادسا – يؤكد على ضرورة التحقيق في ملابسات العملية الارهابية اضافة الى الاعتداءات السابقة وتحديد المسؤوليات بكامل الجدّية والاستقلالية. سابعا – يدعو الى العمل على توطيد التضامن بين التونسيين في هذه الأوقات العصيبة ورصّ صفوفهم في مواجهة الارهاب والتصدي في نطاق القانون للمتهاونين بدماء شهدائنا والداعين الى القتل والإرهاب. عن المرصد التونسي لاستقلال القضاء