الجزء الأوّل: كذبة صدّقها أغبياء السّلام عليكم... تُكمل الولايات المتحدّة نهاية هذا الشّهر انسحاب قوّاتها من العراق، و معها كامل ما يُسمّى بقوات التّحالف الّتي تنتمي لدول لم يكن لها من تبرير – مقنعٍ لها قبل غيرها- لمشاركة الأمريكيين في غزوهم للعراق سنة2003، سوى مسايرة ركب دولة عُظمى متغطرسة آنذاك. خسرت الآن العديد من عناصر تلك الغطرسة على ما يبدو.... و السّؤال الذي يطرح نفسه في خضمّ هذا الحدث هو: ماذا حقّقت الولايات المتّحدة من أهداف مُعلنة أو غير مُعلنة؟ حيث أنّي أتذّكّر جيّدا الأيام التي انبرت فيها إدارة “بوش الصّغير” تُسخّن طبول الحرب على العراق، و تسويقها المتواصل آنذاك، لحكايات مفادها أنّ نظام “صدّام حسين” يشكّل خطرا على السِّلم العالمي، و على سِلْم الخليج العربي، و على جيرانه، و أنه يسعى إلى الأسلحة النوويّة، و يمتلك ترسانة – لا مثيل لها حتى في المرّيخ – لأسلحة دمار شامل، كانوا لا يتردّدون في اعتبارها تهدّد الأمن القومي الأمريكي مباشرة. لذا كان خطاب أفلاك الإدارة الأمريكيّة و تابعيها من الدُّول التي تُسمّى بالكُبرى – و هنا لابُدّ أن أشير إلى أنّ صفة العُظمى و الكبيرة التّي تُطلق على الدّول، ليس لها أيّ أساس منطقي يتناسق مع الأساس السّياسي لشخصية الدول السّياديّة – أعود للحديث عن تلك الخطابات التي كانت تُبشّر بعالم بلا “صدّام” و بلا عراق متكبّر كما يدّعون ، عالمٌ يسوده السّلام، و لا يكون فيه القتل و لا يعتريه الدّم، و إقليم يتّسم بالاستقرار و الهدوء، و بغياب تامّ للإرهاب الذي كانوا يكرّرون أنه أي العراق و نظامه أوّل داعميه، مُصطلح الإرهاب هذا الذي لعبت به الإدارة الأمريكية ألعاب تصنّف كلّها تحت خانة الجرائم ضدّ الإنسانية. وقد جَيّش الأمريكان دُول المنطقة العربية و منطقة الشّرق الأوسط و كلّ العالم الغبي آنذاك، خدمة لتحقيق تلك الأهداف المُعلنة و أهداف أخرى غير مُعلنة، لكنّنا و بعمليّة جرد بسيطة نستطيع كشف مقدار الرّبح و الخسارة بعد تسع سنوات من الغزو و الاحتلال، إذا ما حصرنا ما تحقّق من تلك الأهداف المعُلنة و تلك غير المُعلنة، و حصرنا ثمنها، من خسائر ماديّة و بشريّة تكبّدتها قوّةٌ تنحدر./. يتبع فتحي الزغل [email protected] facebook: Fathi ZGHAL