يكتسي التنظيم البيداغوجي أهمية كبرى في ضمان سير العمل بالمؤسسات التربوية و ينظم العلاقات بين مختلف الساهرين على تأمين العودة المدرسية في ظروف عادية تراعي المصلحة الفضلة للمتعلم و تمنح المربي بعض المرونة في اختيار التوقيت و الأقسام التي تناسب وضعياته وقدراته المهنية و تجعل مدير المدرسة في علاقة تشاركيه مع فريق المربين العاملين معه هكذا عرف المنشور عدد5535 الصادر من المندوبيات الجهوية للتربية إلى السادة مديري المدارس الابتدائية ولكن يبقى"تدبير الزمن المدرسي بسلك التعليم الابتدائي " قضية قديمة، تتجدد مع مطلع كل موسم دراسي، وتثير الجدل كالمعتاد؛ يتفاعل معها الموضوعي والذاتي، السيكولوجي والبيداغوجي، المنشود والموجود… عادة ما يخلق تنظيم الجداول الزمنية بالمدارس الابتدائية في مفتتح كل سنة دراسية إشكاليات كبيرة وخصومات بين المربين لتدخل ميولات المدير في تحديدها ومحاباة بعض المعلمين على حساب زملائهم. لكل مدرسة تنظيمها البيداغوجي الخاص وهي أصعب مهمة إدارية يواجهها المدير لعدم قدرته على إرضاء جميع الأطراف وبعض المربين يطلبون النقلة من المدرسة احتجاجا على توقيتهم الزمني إضافة إلى وجود ساعات إضافية لا يقبلها المعلم خاصة إذا كان زملاؤه يتمتعون بيوم راحة إضافي. و لئن نص الأمر المنظم للحياة المدرسية عدد 2437 لسنة 2004 على تفعيل المهام الموكلة للمجلس البيداغوجي بالمدرسة الابتدائية باعتباره هيكل تشاور يساعد الإدارة في أداء مهامها بأن يقترح تنظيمات للزمن المدرسي اليومي و الأسبوعي تراعي واقع المؤسسة و العوامل الطبيعية و حاجيات التلاميذ و وضعيات المربين لكن الى الآن لم يجد هذه الأمر آذانا صاغية.. والى الآن لم يتغير الحال.. ومازالت جداول الأوقات تعدّ بكيفية لا تراعى فيها مصلحة التلميذ الفضلى سواء من حيث توزيع الحصص في هذا الصدد اجمع عدد هام من تلاميذ احد المدارس الابتدائية على أن جداول الأوقات التي تسلموها من مؤسستهم التربوية لم ترضهم.. وأنها لا تراعي مصلحتهم بل هي جداول تستجيب لرغبات المربين.فهم يغيرونها عديد المرات لتكون على مقاسهم هم وحدهم و أن عليهم التواجد في المدرسة بداية من الساعة الثامنة من يوم الاثنين إلى غاية الساعة الثالثة مساء من يوم السبت وهو ماراطون مرهق للتلميذ يقلل من إمكانيات الاستيعاب هذه الوضعية تزيدها الساعات الإضافية والساعات التكميلية حدة لرفض اغلب المعلمين لها و أن كلا النوعين يكلف وزارة التربية والتعليم أموالا طائلة تذهب دون جدوى علمية. والدعوة ملحة من التلاميذ وأوليائهم لمراعاة مصلحة التلميذ عند إعداد جدول أوقاته.. فهل سيقتنع مديرو المؤسسات التربوية بهذا الأمر أم إن مصلحة المعلم في نظرهم هي أهم بكثير من مصلحة التلميذ؟