المستشفيات التونسيّة أو أغلبها كي لا نظلم أحدا تعيش وضعيّة بيئيّة سيئة جدّا ففي جميع الأقسام تجد أكداسا من الفواضل مقسّمة بين مواد غذائيّة وفواضل مواد طبيّة وحقن وهو أمر خطير جدّا على صحّة المريض والعاملين في هذه الأقسام والزوّار واول ما يتبادر إلى الأذهان أين رؤساء الأقسام فهم اول الناس دراية بفداحة الوضع وثانيهما قيّم القسم الذي من واجبه الحرص على السلامة الصحية للجميع ثمّ اين العملة المختصّين في النظافة ؟ حالة مستشفياتنا تعيسة والاتعس ان تتواصل الوضعيّة على ما هي عليه والمؤسف أن العامل البشري متوفّر ففي كل مستشفى لا ترى إلا أصحاب اللباس الابيض ولكن غياب الضمير وعدم الإحساس بالمسؤوليّة وتقصير الإدارة في فرض الإنضباط وتغوّل بعض الاطراف جعل من مستشفيات فسحة لهم وليس مكانا لتأدية الواجب ولا ننسى كذلك مسؤوليّة بعض المرضى الذين يستعملون الأروقة لقضاء حاجة بشريّة ولا يدخلون للأماكن الخاصّة بذلك وكذلك الزوّار الذين يأكلون ويشربون أمام غرف المرضى ثمّ يشعلون السجارة وكأنهم في إحدى المقاهي والمشكلة تصبح مشكلة عقليّات وتصرّف حضاري فقد من طرف الجميع لتحل محلّة اللامبالاة والفوضى التي لن تنتج غير الوضعيّة التي نحن بصدد الحديث عنها وحزم إدارة المستشفيات مع عملتها وأطباءها وممرّضيها وحتى مع المرضى والزوّار أصبحت ضرورة تقتضيها الحالة المزرية التي أصبحت عليها مؤسّساتنا الإستشفائيّة فلماذا لا نراها كما نرى المصحّات الخاصّة ؟ عقليّة رزق البيليك التي مازالت مسيطرة على عقليّة التونسي هي السبب الرئيسي في كل هذه المهازل التي نعيشها