إلى السيد عميد كلية العلوم بصفاقس، نحن الممضون أسفله طلبة السنة الثالثة اجازة أساسية في علوم الإعلامية، نتوجه اليكم بهذه الشكوى بعد أن ضاقت بنا السبل و استنفذنا جميع الحلول الممكنة و كلنا أمل في أن تنصفوننا و ترفعوا عنا هذه المظلمة. مشكلتنا تنقسم الى جزئين سنحاول توضيحهما. ففي السداسي الأول درّسنا أستاذ أحد المواد. و قد شُهر هذا الأستاذ منذ مزاولته التدريس في كلية العلوم بأسلوبه التعجيزي: فقد عُرف بأعداده المتدنية جدا و بفروضه التعجيزية و بأسلوبه المتعجرف في التعامل مع الطلبة. تخوّفنا في بادئ الأمر لكننا خيرنا أن لا نصدق الأقاويل. لكن ما راعنا أن ما سمعناه كان صحيحا، فقد كنا لا نستطيع التقبل و الفهم منه نظرا لأسلوبه في التدريس و غروره، فكان دائما ما ينعت زملائه بعدم الكفاءة والسخرية منهم و أنه الأفضل, ناهيك عن نعته المتواصل لنا بالأغبياء و بنعوت نستحي ذكرها، فاصبح الطلبة يعزفون عن الحضور لحصصه تجنبا للإهانات المتواصلة. لكننا استسلمنا للواقع و خيرنا عدم توتير العلاقات فكان الامتحان كارثيا و خسرنا مادة من شأنها أن تحسن معدلاتنا و نتائجنا. فقد استغرب المراقبون في الامتحان أن أغلب الطلبة سلموا أوراق شبه فارغة و خرجوا من قاعة الامتحان باكرا و في بداية السداسي الثاني و عند اطلاعنا على جدول الأوقات الجديد، فوجئنا بمظلمة حقيقية من شأنها أن تضرنا جدا و قد تتسبب لا قدر الله في عدم نجاح الكثرين و في تدني النتائج. وحيث أن الإدارة فرضت علينا أربعة مواد وهي سابقة حيث أنه في السنين الفارطة لم تكن تتجاوز في أقصى تقدير ثلاث مواد. و ما زاد دهشتنا هو حرماننا من اختيار هذه المواد باعتبارها اختيارية (Optionnelle). و الأدهى و الأمر أن احدى هذه المواد الأربعة كانت عند نفس الأستاذ الذي واجهنا معه مشكل في السداسي الأول، فاستغربنا هذا القرار من الإدارة خصوصا أنها على علم بالإشكالية و بعزوف الطلبة عن هذا الأستاذ. فهل هذا من الحكمة ، ما وضعنا في مأزق هو أن المواد الاختيارية لا تعاد في فترة التدارك. توجهنا بأسلوب حضاري لرئيس القسم و التمسنا منه مراجعة أسلوبه و ما وقع من اختيارات. لكننا وجدنا بابه مغلقا و رفض حتى الحوار في بادئ الأمر. و أصر على أن نخضع للأمر الواقع و وصل به الأمر الى تهديدنا بحرماننا من مواصلة مرحلة الماجستير و بأن يقدم لنا امتحان صعب لأنه كان يدرسنا احد المواد و أنه سيضيق علينا سبل النجاح. قررنا التصعيد للجفاء الذي عوملنا به و رفضنا مزاولة الدروس. فقرر رئيس القسم التحدث معنا جميعا داخل مدرج استبشرنا في بادئ الأمر و اعتبرناه نوع من التجاوب و قبول الحوار، لكننا فوجئنا ثانية بتمسكه برأيه متعللا أنه لا يوجد أساتذة متوفرين لزيادة مواد أخرى، وهذا خلافا لما عرفناه ,فاقترحنا عليه الحل الأول وهو إلغاء مادة الأستاذ المتعجرف و هكذا نحل مشكلتين في آن واحد، فرفض ذلك بشدة وقال بالحرف الواحد ” كل شيء الا المادة هذيكة ” و في نهاية المطاف قال لنا ” هذا الموجود و كان ما تلتزموش بيه تو تشوفو الأعداد كيفاش باش تولي و الماستير أنساوها”. وهنا سيدي وجب التنويه أن الأستاذ المذكور من الأصدقاء المقربين من مدير قسم الإعلامية ، و هذا شيء يعرفه الجميع في الكلية و ما دفعنا للتوجه لسيادتكم بهذه الشكوى في هذه المرحلة هو تصعيد لهجة التهديد ضدنا، فحتى الأستاذ المتعجرف قال لبعض الطلبة ” لن تستطيعوا فعل شيء و سأجعلكم عبرة لغيركم”، إضافة الى التهديدات المتواصلة من مدير القسم بتحطيم مستقبلنا و هذا بشهادة جميع الطلبة. طلبة السنة الثالثة اجازة علوم الاعلامية بصفاقس