حين اتصل بنا أحد الأصدقاء لإعلامنا بالمهزلة التي يعيشها طريق المهدية بعد الحزام والمتمثلة في تعمدّ أحد رجال الأعمال المعروفين هناك صحبة بعض الأجوار الى ردم حافة الطريق بالحجارة وبقايا المباني المُهدّمة شخصيا لم أصدقه فالأمر لا يمكن أن يحدث مهما كان السبب ولكنّ بانتقالنا صبيحة الأحد 4 مارس كانت الصدمة قوية في موقع الصحفيين نعم أكثر من كيلومتر من الحجارة المتراكمة على حافة الطريق والهدف لمنع شاحنات بيع الخضر والغلال من الانتصاب أمام الفيلات والمساكن هناك مما أدّى الى إصابة الطريق بالشلل بعد أن ضاق بالحجارة وهو ما ينذر بحوادث مرور قاتلة خاصة بالليل أمام نقص التنوير العمومي ونحن نعتبر العمل إجراميا ويجب أن يتحمل من فعله مسؤوليته القانونية ورغم أنّ الموقع لا يمكن أن يتبنى موقفا مساندا لهذه الشاحنات أو يقف ضدّ أصحاب الفيلات فانّ ما يهمنّا في الموضوع هو خطورة ما قام به سواء رجل الأعمال أو جيرانه فهل يعقل أن نردم الطريق بالحجارة ؟ وإذا توفي شخص أو أكثر في حادث سقوط على الحجارة من سنحاكم في صفاقس رجل الأعمال أم جيرانه أم رئيس البلدية أم معتمد ساقية الدائر أم الوالي وجميعهم سكتوا عن الموضوع ؟ ولم يأمر أي مسؤول منهم بتوفير تراكس وشاحنة تابعة للبلدية لنقل الأكداس من الحجارة وكأن الطريق في حالة حرب أردنا الحديث مع أحد الجيران وسألناه عمن وضع هذا الردمْ فكان جوابه رديئا كالفعل الذي أتوه وتحدثنا الى أصحاب الشاحنات الذين تحدوا الحجارة وركنوا شاحناتهم فقالوا أنهم يبقون لساعتين فقط من أجل توفير رزق أبنائهم ثم يقومون بتنظيف المكان ويغادرونه إن ما يحدث في صفاقس وهذه الحادثة بالذات تعكس مدى الانفلات الإداري وغياب سلطة قوية يمكن أن تردع المخالفين