الوقت اثمن من لألئ البحار وأعظم من كنوز الدنيا ... إن علينا أن نمسك بزمام أوقاتنا بمعنى أن نسيطر عليها ... ثم نبدأ عملية النظام فيمضي الزمن بين القيام بواجباتنا وممارسة بعض الهوايات التي ترفع من مكانة الأوطان وتنشرالخيرفي مرابعه ... وتحت شعار الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك ... تسلق السلفيون في غزوة الوقت ” منقالة ‘ شارع الحبيب بورقيبة ... تسلقوا ساعة الحبيب بورقيبة اول أمس وتسلحوا بقيمة الوقت وأهميته ... تسلقوا ” المنقالة ” في عمل بطولي عظيم ونادر وخلاق ... سيسجل ويدخل التاريخ من بابه الكبير ستسجله الارقام القياسية العالمية في الرياضة ... اكتسحوا الوقت وتحكموا فيه ‘ اصبح ملك لهم ... الوقت او الزمن هو البعد الرابع الذي اضافه اينشتاين للأبعاد الثلاثة المعروفة ‘ فخرجت الينا النظرية النسبية وقلبت حياتنا رأسا على عقب ‘ والوقت الامتناهي هو الدهر ... والدهر بالنسبة للمسلمين هو الذات الالهية فقد قال سبحانه وتعالى على لسان نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي = قال الله عز وجل = انا الدهر ‘ ارسل الليل والنهار فإذا شئت قبضتهما ) والوقت عند الغربيين = المال Time is money يعرفون اليوم من هو عدوهم = انه الزمن ‘ انه الوقت ‘ التاريخ ‘ لكنهم لا يفهمون لماذا نحن متقدمون 16 قرن عن العصر الذي يريدون العيش فيه . لذلك كان لابد من ايقاف عقارب الساعة قبل النزول من الاعلى ولابد من دفعها الى الوراء ... سيطلب الامر وقتا طويلا جدا 16 قرنا أخر في الاتجاه العكسي لعقارب الساعة ... لن تنتصر ثقافة الضد ‘ وثقافة العودة الى الوراء ‘ ضد الزمن وضد الابداع ابدا . غزوة المنقالة “” يوم لا ينسى في تاريخ تونس يوم تحقق الاعجاز الذي سيرعب الكفرة ... ” تكبير ” ورغم ان المسلمين العرب هم اول من اخترع الساعة الدقاقة التي اهداها الخليفة العباسي هارون الرشيد الى الملك شارلمان ‘ فأفزعته وحاشيته وظنوا ان بداخلها الشيطان ‘ ورغم ان الحياة الاسلامية ملتزمة بأوقات الصوم والحج في أزمنة محددة ومعروفة إلا ان انهيار الامبراطورية الاسلامية وتفككها يبدو انه قد فكك من داخلنا الكثير من القيم ومن ضمنها قيمة الوقت . يطالبون بالشريعة كمصدر اساسي في الدستور ويديرون عقارب الساعة ويطلقون من اعلى القمم صيحة الرجوع الى الوراء وفرض الرجعية والسلفية بحد السيف يقطعون به الوقت ... وقت فات ووقت آت ووقت نحن فيه الان والاهم هو الوقت القادم والوقت الذي نمر فيه الان' اما الوقت الماضي فلا يمكن الاستفادة منه او استعادته باي حال من الاحوال ... يحاولون تحويل معنى الوقت الى شيء ملموس ‘ بقولهم وبفعلهم هذا وضياع الوقت واحد من اكبر الخسائر التي يتكبدها التونسي والوقت أثمن شيء نملكه ‘ نصارع به العجز والفقر والبطالة ‘ فنجاحنا يتوقف على التخطيط للاستفادة من وقتنا والوقت كالسيف ان قطعته قطعك وقطعت حركة النهضة عليهم الطريق حين اعلنت مساء أمس عن تمسكها بالفصل الأول من دستور تونس لسنة 1959. وإذا كان هذا يعني أن النهضة أغلقت بهذا الموقف موضوع الهوية والشريعة في الدستور واكتفت بالفصل القديم الاول وهو فصل كاف وشاف، فإنني أرحب بموقفها وأعتقد أنه موقف جيد وإن تأخر. أما بالنسبة للمدافعين عن الدولة الديمقراطية المدنية العصرية وأنا منهم فقد أكدت الأيام الأخيرة طريق النجاح: التعبئة والعمل المتواصل والتوحد. ومازال الطريق طويلا فلا تغتروا بشيء . مع تحيات رياض الحاج طيب