يخرج المدير السابق للأمن الرئاسي علي السرياطي من صمته ‘ بعد الجلسات المتعددة امام القضاء العسكري ويتردد في القاء التهم وكشف الحقائق ‘ رغم مطالبته في السابق بكشف الاسرار وبشرط حضور وسائل الاعلام التونسية لتكون شاهدا وناقلا لتصريحاته ‘ فتكون الضامن لتحقيق العدالة وحسن سير المحاكمة . فجأة يتراجع ليقطع سلاسل الصمت ويبوح بجزء من المخفي في جعبته ‘ قد بدى الارتباك في تصريحاته ... يدين ويتراجع ويبرر ... ليدخل الشك في سريرة القاضي العسكري وربما السجن يمكن ان يؤزم السجين وخاصة ذوي الجاه والسلطة المطلقة من خلال شعورهم بالاغتراب وعدم تقبل الواقع ولكن يمكن ان يحرر هذه النفسية ويجعل صاحبها يعيد النظر في محاسبة الذات ‘ يحاسبها من خلال عملية الاستبطان ‘ فالواقع المرير للسجن وخاصة لأصحاب النفوذ ‘ تجعلهم لا يتقبلون الواقع فتتأثر النفسية بتفاوت وتجعله يتردد ويراجع حساباته ويمكن ان تختلط الامور لديه ‘ فيفقد السيطرة على العقل وربما يفقد المدارك العقلية ويتراجع في الاقوال . هل الشك في مدارك عقل علي السرياطي تحيله على الاختبار الطبي لكشف المدارك العقلية وثبوتها ..؟؟ لماذا تكلم علي السرياطي الان ... ؟؟؟ خلال استنطاقه من قبل القاضى نفى على السرياطى الصفة التى يطلقها عليه الرأي العام التونسى بكونه المستشار الامنى لبن على وذراعه الحديدية التى يدق بها أعناق جميع خصومه موضحا أن هذا الاخير لم يكن يستشيره فى المسائل الامنية التى كان يباشرها بنفسه وبتنسيق مع وزيرى الداخلية والدفاع الوطنى والهياكل الراجعة اليهما فضلا عن حزب التجمع المنحل وخلاياالارشاد التابعة له، وذكر بأنه كان تقدم باستقالته من خطته سنة 2008 لكن بن على رفض قبولها. نفى أن يكون بن علي قد أعطى الاوامر للهياكل الامنية باستعمال السلاح الحى لقمع المتظاهرين والمحتجين ابان الثورة موضحا أنه فى بداية الاحداث كان برفقة بن على وعائلته فى دبى فى رحلة خاصة كانت ستقودهما الى سنغفورة قبل ان تقطع ليعود بن علي يوم 29 ديسمبر2010 الى تونس بعد أن علم بأحداث منزل بوزيان. اعتبر السرياطى مغادرة بن على لتونس يوم 14 جانفى بدفع منه أمرا فى صالح تونس التى نجت من حمام دم . اكد على ان احد اقارب المخلوع من اقترح عليه استعمال الدارجة التونسية في اخر خطاب له وفي الكلمة الشهيرة التي توجه بها الى الشعب التونسي وما تضمنته من قرارات حينها ... الدعوة الى عدم استعمال الرصاص الحي وإعلان عدم الترشح للانتخابات الرئاسية 2014 مع التأكيد على محاسبة رموز الفساد وتحرير الاعلام ورفع الرقابة على الانترنت . وقال السرياطي انا من اعلمت بن علي بتطور الاحداث عندما كان في دبي بطلب من وزير الداخلية الذي هاتفه مباشرة ولم يتحصل عليه . نفى اتصاله بالقيادات او التنسيق رغم وجوده في اللجنة المشتركة التي تكونت خلال الاحداث بأمر من المخلوع . لم يرسل وحدات تعزيز الى الجهات . انكر انه من اقترح تغيير لباس اعوان الامن بلباس الحرس الوطني لكسب رضى الجهات الثائرة الذين عبروا عن رفضهم للقمع والتواجد لأعوان التدخل بالمنطقة بعد الاحداث . وبخصوص اللجنة المشتركة فقد حضر اجتماعين فقط خلال يومي 9 و 11 جانفي وان بعلي من اقترح تغيير الازياء . اكد انه صاحب مقترح جلب القنابل المسيلة للدموع من ليبيا والتي وصلت الى تونس يوم 14 جانفي لان طلب العروض التي رست على الشركة البرازيلية يستغرق جلبها شهرا كاملا . طلب بن علي دعم مقاومة المحتجين من الامن الرئاسي وأنا رفضت وعللت رفضي بعدم المشاركة ان يبقى امن الرئاسة كقوات احتياط ان تدهور الامر. وحول ما افاد به المدير العام للسجون والاصلاح بكونه اتصل بعلي السرياطى حينما وقعت حركات احتجاجية فى صفوف مساجين برج الرومى للاستفسار عن طريقة قمع هذه الحركة وتلقيه اوامرمن مدير الامن الرئاسى بقتل أفراد منهم لاخافة البقية ‘ قال السرياطى ان المسؤول اتصل به فعلا ولم يرد على مكالمته الا بعد طلب الاذن من الفريق الاول رشيد عمار الذى كان بجواره موضحا أن المدير العام للسجون والاصلاح لم يفهم مضمون الرسالة التى وجهها له والتى تدعوه لتجنب مخاطر استعمال سلاح شطاير ضد المحتجين وما قد تخلفه من خسائر بشرية. واضاف أنه قال له اذا استلزم الامر اطلاق الرصاص فليكن بطلقات منفصلة وبتوجيه الرصاص الى الارجل دون أن يتذكر ما اذا كان قد ورد على لسانه ما تحدث عنه مسؤول السجون. يتذكر وينفي ما ورد على لسانه في الجلسات السابقة ويعترف وينكر تورطه ويتردد ويثبت انه من اقترح ويتراجع هكذا بدت جل الاجابات حين استنطاقه . هل يشكك القضاء في صحة مداركه العقلية ويعرض على الطب الشرعي النفسي ... ؟؟؟ ماذا تحمل الجلسات المقبلة من اسرار وأسماء وأقوال خاصة بعد ان فتحت قريحة علي السرياطي وانطلق لسانه وفك العقدة ... ؟؟؟